رئيس التحرير
عصام كامل

نائب رئيس مجلس الدولة: وسائل الإعلام مصدر لقوة الدولة

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

قال المستشار الدكتور محمد خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة، إن وسائل الإعلام لا يمكن تغافلها وأصبحت مصدرًا جديدًا وبارزًا لقوة الدولة، ويأتي دورها كأحد معايير العولمة وسبل التحكم الثقافي العالمي بل أضحت ضمن الإستراتيجية العالمية للأمن القومي التي يمكن استعمالها لإقناع الآخرين بتغيير مواقفهم.


وتابع خفاجي، خلال الجزء السادس من بحثه عن القاضى الإدارى في بناء الشخصية المصرية، أن دور الإعلام يجب أن يعمل على نشر المفاهيم والقيم المجتمعية للدولة والترويج لها عبر المعلومات وتغطية الأحداث وهى تؤثر بما تقدمه من برامج وأفلام وأخبار عن الأشخاص والأحداث، حتى أضحت حديثا الصوت المسموع لدى كثير من أفراد المجتمع.

وأضاف، أن الأثر الذي تتركه وسائل الإعلام لا يقتصر على ما تبثه من برامج وحوارات، بل يتعدى إلى القيام بدور الموجه، إذ تحاول كل جهة إعلامية غرس قيمها ومفاهيمها وأفكارها ونظرياتها في عقول المتلقين ويجب أن تكون تلك الوسائل وطنية خالصة للحفاظ على كيان الدولة من أي تهديد من العنف والتطرف والإرهاب.

وطرح خفاجى تساؤلًا عن أسباب فقدان شباب العالم لإعلام المنظمات الحقوقية الغربية لشعوره بأن إعلام المنظمات الحقوقية الغربية يقوم على الأداء الفلكلورى والعطاء الديكوري والإشراف الصورى، وأن حوار ذلك الإعلام لم يعد ضروريا بعد أن تسلح الشباب على مستوى العالم بوسائل التكنولوجيا الحديثة التي تكشف زيف كثير من ذلك الإعلام، فأصبح الشباب حائرًا بين شعارات بلا مضمون وتعبير ظاهره الحق وباطنه فرض إرادتها على الشئون الداخلية لسيادة الدول، وحقيقة البحث عن نظرية أن لكل شيء ثمن حتى الكلمة في أي موقع تُستخدم، خاصة أساليب الذكاء الاصطناعى والإبهار، وقد تسبب ذلك كله في أن الكلمة فقدت مضمونها الفكرى.

وأردف: أنه لا ثقافة ولا سياسة ولا اقتصاد ولا إبداع بلا إعلام، إذن فالإعلام أمر لا بد منه، لكن دوره الحقيقى يكمن في تبسيط أصعب الأمور بلغة واحدة، ولا يعنى هذا التسطيح أو التفاهة، لكن لا بد من خبراء صناعة الإعلام أن يعملوا على أن التبسيط المستنير أصعب من تعقيد لا يستند إلى الضمير، قائلا: إن النزاهة العلمية والاستقلال الفكرى شرط للثقافة الإعلامية بل إن الثقافة والإبداع الذي يتوسط القناعات يؤكد أن الإيقاع المنظم هو أرفع أنواع الركائز الإعلامية بعيدًا عن صدمات الصدفة.
الجريدة الرسمية