نيابة عن السيسي.. رئيس الوزراء في جنوب السودان.. مراسم استقبال شعبية بمطار جوبا.. وتكريم على هامش الاحتفال بالتوقيع على اتفاق السلام.. مدبولي: مصر اختارت تأييد مسار التسوية التفاوضية للنزاع
شارك الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، اليوم الأربعاء، نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، في الاحتفال الذي نظمته جمهورية جنوب السودان بمناسبة التوقيع على اتفاق السلام المنشط، والذي جرت مراسم التوقيع عليه في 12 سبتمبر الماضي.
مراسم استقبال شعبية
وفور وصوله مطار جوبا كان في استقبال رئيس الوزراء في المطار "تعبان دينج" نائب رئيس جنوب السودان، حيث أجريت لرئيس الوزراء مراسم استقبال شعبي، بحضور عدد من وزراء حكومة جنوب السودان.
واصطحب نائب رئيس جنوب السودان، رئيس الوزراء إلى صالة الاستقبال الرسمية، حيث أعرب دينج عن تقدير شعب وحكومة جنوب السودان لمصر على إيفادها وفدًا رفيع المستوى للمشاركة في الاحتفال، مؤكدًا امتنان حكومته للجهود المصرية في مساندة جنوب السودان منذ استقلالها.
من جانبه أشار رئيس الوزراء إلى حرص الرئيس السيسي على تكليفه بالمشاركة في هذا الحدث المهم نظرًا لما توليه مصر من اهتمام بالغ لدعم الأشقاء في جنوب السودان على كافة الأصعدة، ومؤكدًا أن مصر لن تألو جهدًا في الاستمرار في تقديم كل أشكال الدعم والمساعدة لجنوب السودان، لا سيما في المرحلة المقبلة التي تشهد تطبيق اتفاق السلام المنشط الذي نأمل أن يكون بداية لتحقيق استقرار وتنمية دائمين في جنوب السودان.
كلمة مدبولي
وألقى رئيس الوزراء كلمة خلال الاحتفال نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد فيها أن مصر ملتزمة بدعم جنوب السودان حتى تحقيق السلام.
ونقل رئيس الوزراء في مستهل الكلمة، تحيات الرئيس السيسي إلى الحضور، وأكد سعادته بالتواجد في هذا الحدث، معربًا عن خالص تقديره لحكومة جنوب السودان على حفاوة الترحيب وحسن الاستقبال، قائلًا: "اجتمعنا اليوم جميعًا للاحتفال بتوقيع اتفاقية السلام المنشط، والإعراب عن دعم والتزام بلداننا للعمل مع حكومة جنوب السودان لتحقيق السلام والاستقرار والازدهار لشعب جنوب السودان".
وأوضح مدبولي أن مصر اختارت تأييد مسار التسوية التفاوضية في جنوب السودان منذ اندلاع النزاع في عام 2013، في إطار البحث عن السلام والحل الدائم للصراع، كما تعهدت بتنفيذ برامج مساعدات إنسانية شاملة بدأت في يناير 2014 لتقديم الأغذية والمأوى والمساعدة الطبية لشعب جنوب السودان.
ولفت إلى أنه تم إرسال أكثر من 7 قوافل طبية إلى جنوب السودان لتوفير الخدمات الطبية الأكثر احتياجًا، إلا أن احتياجات شعب جنوب السودان لا تزال كبيرة، وقال: "يتحتم علينا أن نتكاتف جميعًا لضمان توفير الموارد اللازمة، لتنفيذ اتفاق السلام المنشط من أجل مساعدة حكومة جنوب السودان على الاستمرار في القيام بواجبها ومسئوليتها لتنفيذ اتفاق السلام واستعادة الاستقرار للجميع"، مؤكدًا التزام مصر بهذه القضية النبيلة.
وخلال كلمته، نوه رئيس الوزراء بأن مصر وجنوب السودان تتشاركان في علاقات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وثيقة تستند إلى تاريخ طويل من التعاون والتنسيق حول القضايا الثنائية والإقليمية والعالمية.
وأضاف مدبولي أنه حتى قبل استقلال جنوب السودان، تمتعت مصر بعلاقات ممتازة مع شعب جنوب السودان في مجموعة واسعة من المجالات، مشيرًا إلى صمود هذه العلاقات أمام اختبار الزمن، وقال: "إن وجودنا في احتفال اليوم دليل حي على التزامنا طويل الأمد بالتعاون والصداقة المتبادلين".
تعاون مشترك
وقال مدبولي: "مصر ستواصل القيام بكل ما هو مطلوب لمساعدة إخواننا في جنوب السودان لجعل السلام حقيقة"، مشيرًا إلى أن مصر على استعداد للمساعدة في تنفيذ اتفاقية السلام المنشط بما في ذلك إنشاء بعض المواقع، وتدريب جيش جنوب السودان الجديد، وبرامج نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج، بالإضافة إلى مشاريع التنمية في مجالات الزراعة والثروة الحيوانية والسمكية، والتعليم، وإدارة الموارد المائية والبنية التحتية.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن مجلس الأمن والمجتمع الدولي يقع على عاتقهما الالتزام بدعم وتسهيل تنفيذ اتفاق السلام المنشط، ومنحه الثقة باعتباره البديل الوحيد القابل للتطبيق لتحقيق السلام الذي وقعته الأطراف السودانية الجنوبية والذي أيدته قمة الإيجاد (الهيئة الحكومية للتنمية بشرق أفريقيا).
وقال رئيس الوزراء خلال كلمته "يجب أن يكون هدفنا المشترك اليوم هو أن يحدد شعب جنوب السودان التدابير الملموسة التي يمكن أن يتخذها جماعيًا وفرديًا لضمان تنفيذ اتفاق السلام المنشط بدون عوائق، مُشددًا على أهمية أن يتفقوا على كيفية دعم جهودهم على أفضل وجه لاستعادة الاستقرار وتحقيق التنمية الاقتصادية، مع الأخذ في الاعتبار أن شعب جنوب السودان لا يمكنه تحمل فرصة ضائعة أخرى لإحلال السلام والاستقرار في معاناته الطويلة.
وفي ختام كلمته، قال مدبولي مخاطبًا الرئيس سلفاكير: "أنت تقدم لنا جميعًا مثالًا من خلال تفانيك وجهودك وإخلاصك في تعزيز التعايش السلمي، وبناء دولة يمكن أن تكون رمزًا للإنجاز"
.
وأضاف أنه لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به، من أجل تصحيح أخطاء الماضي، والاعتداد بأصوات الناس، حيث إن جنوب السودان لا يزال في مرحلة مبكرة للوصول لموقعه الصحيح في المنطقة والمجتمع الدولي، مؤكدًا للرئيس وشعب جنوب السودان، أن مصر ستظل شريكًا في كل خطوة من هذه الرحلة.
تكريم مدبولي
وعلى جانب آخر شهد الاحتفال تكريم الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، وتسلم الوشاح التقليدي لأهل جنوب السودان، ضمن عدد من رؤساء الدول الذين تم تكريمهم خلال حضورهم هذا الاحتفال.