أحمد الغرباوي يكتب: من حكي الواقع

حكمة المدير العام
صياد بورسعيد..!
......
عم إبراهيم شاب (تجاوزت الستين بسبعة عشر عاما).. هكذا بادرني..
أي عمره 77 سنة.. صياد بورسعيدي.. مدير عام على المعاش.. له من الأولاد مهندس فيزياء يعمل بالخارج.. ومحاسب بمجال البترول.. وابنته الوحيدة خريجة تجارة.. وكلهم مستقلون بحياتهم..
بعشق وحيوية وصحة يغار منها شاب في العشرين؛ ينظر إلى وهو يمارس عمله الجميل الذي يحبه.. وهو صيد السمك بالشبك.. ويجذب الحبل وهو يترقب رزق الرب، في براء شغف بتول.. ولهفة وصل ولقا محبوب..
يقرأ دهشتي.. لا يبالي.. ويستمر في سعادته ومرحه.. وتراتيل تتهاوى من بين ابتسامته وموج بحر.. يحمل خفايا سر سعادة.. في لذة المحاولة.. وليس في النتيجة..
يواجهني ويضحك:
- عارف السر في إيه يا بني..؟
هو الحلال..
الحلال أعطاني حياتين.. عمر وظيفي وأسري ناجح.. وصحة جسد ورضى روح دون داء أو نقص.. فمارست بهما هواية الصيد؛ التي أحببتها.. وترافقني كحبيبتي حتى هذه اللحظة..
السر يا ولد في الحلال..
لا تأكل أنت.. ولا أهل بيتك إلا بالحلال..
ولا تدخل عليهم بما يسرهم إلا بالحلال..
فيمنحك الله العمر عافية وستر وغنى عن كل أطباء الدنيا..!