رئيس التحرير
عصام كامل

«الليف القناوي».. أداة تحضير العروس.. وحماية الأطفال من الأمراض (صور)

فيتو

"قرب وتعالي.. خد الليف القناوي.. لا تقولي مغرب ولا أمريكاني.. هو بتاع بلد القناوي.. يشدك ويقويك.. قرب مني واشتري.. تعرف ليفنا من نخيلنا اللي في العلالي".. بهذه الكلمات يردد باعة ليف النخيل المنتشرون في كافة ربوع أسواق مدن محافظة قنا.


ففي الساعات الأولى من الصباح تجد العديد من الباعة في الأسواق ينادون على الليف القناوي المستخرج من قلب أشجار النخيل المنتشرة في كافة ربوع المحافظة، هذا النوع من الليف الذي لا يخلو بيت من كبير أو صغير إلا وجدت لديه الليف البلدي الأصيل، كما يطلق عليه "ليف القناوي".

وقال حسن محمود، أحد باعة الليف: "قنا تشتهر بهذا النوع الذي يستخدمه العديد من البيوت الصعيدية في مختلف الأغراض، وبعض بيوت الغلابة للاستحمام وبيوت الأكابر لغسيل المواعين والاستحمام أيضًا"، منوهًا إلى أن هذا النوع من الليف من أنظف وأطهر الأنواع التي تقوم بالتنظيف، ويحمي الجسم من الأمراض الجلدية.. كما أن البعض يستخدمه لتجفيف التوابل، عن طريق وضع الكزبرة أو الكمون بعد غسلها في الشمس على فرش من الليف حتى تتصفى المياه منه بشكل كامل".

وأضاف يحيى العدوي، بائع ليف: "ليف النخيل يعد أحد أهم أركان الحمام القناوي، ولا يمكن الاستغناء عنه، والأنواع الأخرى التي ظهرت مؤخرًا لم ولن تستطيع الصمود في وجهه رغم غلاء أسعارها"، مشيرًا إلى أن هذا النوع يفتح مسام الجسم.

وتحدثنا سميرة منصور، ربة منزل عن أهمية ليف النخيل داخل الأسرة الصعيدية قائلة: "عندما تزوجت منذ 50 عاما تقريبًا أو أكثر، لا أتذكر بالتحديد، كانت ليفة النخل من أهم الأشياء التي تحضرها النساء للعروس في ليلة الاستعداد للعرس، ويقمنا بتزينها وتحضريها بها، وكانت بالنسبة لنا هي بمثابة جلسة مساج بعد نقع الليفة في المياه لساعات طويلة حتى تكون خفيفة ولا تقوم بتجريهن، خاصة أن الليف في بداية تقطيعه من النخيل يكون خشنا".

والتقطت أطراف الحديث سمية مصطفى "موظفة"، وقالت إن ليف النخيل من أنظف الأنواع التي تحافظ على الجسم والبشرة، خاصة أن بعض الأنواع الجديدة التي ظهرت غالية الثمن، وتستهلك بسرعة.
الجريدة الرسمية