وزير البترول: نسعى للتحول إلى مركز إقليمي لتجارة وتداول الطاقة
أكد المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، أن مصر تعمل على التحول إلى مركز إقليمى لتجارة وتداول الطاقة في منطقة شرق المتوسط خلال الفترة المقبلة عبر استغلال البنية الأساسية القوية بها واستعدادها للتعاون مع دول المنطقة لاستقبال كميات الغاز وتسييلها وإعادة تصديرها لأوروبا.
جاء ذلك خلال مشاركة "الملا" ممثلًا للرئيس عبد الفتاح السيسي في مؤتمر القمة الأوروبية العربية الثالث تحت شعار "آفاق الشراكة" بالعاصمة اليونانية أثينا الذي بدأ أعماله اليوم ويستمر لمدة يومين والذي يعقد تحت رعاية رئيس الجمهورية اليونانية وافتتحه ألكسيس تسيبراس رئيس الوزراء اليوناني.
وحضر الافتتاح نيكوس اناستاسيادس رئيس جهورية قبرص وبمشاركة عدد من رؤساء الحكومات والوزراء العرب والأوروبيين وأمناء اتحاد الغرف العربية والأمين العام الاقتصادى لجامعة الدول العربية وغرفة التجارة والصناعة اليونانية وممثلين من 30 دولة.
ونقل الملا في بداية كلمته تحية الرئيس السيسي لرئيس الوزراء والشعب اليوناني وتهنئته على نجاح اليونان في احتضان عدد كبير من الفعاليات الاقتصادية والثقافية التي تؤكد محوريتها كمركز إقليمى للتواصل والتقارب من أجل منطقة أكثر استقرارًا وتقدمًا.
وأشار إلى الدور التاريخى لاضطلاع مصر واليونان بحكم موقعهما الإستراتيجي وإسهاماتهما الكبيرة في الحضارة الإنسانية كحلقة وصل ما بين الشعوب والثقافات المطلة على البحر المتوسط لتصبحا جسرًا يربط الشرق بالغرب بصفة عامة والعالم العربى بالاتحاد الأوروبي بصفة خاصة.
وأوضح الملا أن التحديات التي تواجه المنطقة السياسية أو الأمنية أو الاقتصادية تحتم على تضافر جهودهما والتي تأتى على رأسها قضايا الإرهاب والتطرف والتعامل مع أزمات الهجرة الغير شرعية.
وأكد أن القضاء والتغلب على هذه الأزمات لن يتأتي إلا من خلال التعاون المشترك لتحقيق الاستقرار الإقليمى والأخذ في الاعتبار التعاون الاقتصادى وتضييق الفجوة بين الدول النامية والدول المتقدمة وضرورة دعم الشمال المتقدم للجنوب النامى لأهميته في القضاء على الأزمات وتجنبها.
وأضاف الملا أن العلاقات الثنائية المتميزة بين مصر واليونان تنعكس بشكل واضح في التعاون بينهما، وأيضًا التعاون الثلاثى مع دولة قبرص في مجال الطاقة بشكل عام والغاز الطبيعى بشكل خاص.
وأشار إلى اجتماع القمة الثلاثية في أوائل هذا الشهر في كريت أبرز الدلائل على ذلك حيث تم الإعلان عن إنشاء منتدى غاز دول شرق المتوسط ومقره مصر وسيكون أول اجتماع له في مطلع العام القادم، وأوضح أن الاكتشافات التي تشهدها منطقة البحر المتوسط ومن بينها حقل ظهر يعد من الدوافع الرئيسية لتعزيز ذلك التعاون بما يخدم شعوب المنطقة بأثرها والتوجه الدولى بتنويع وضمان أمن مصادر الطاقة.
وأوضح الملا أنه على الرغم مما تتميز به المنطقة العربية من ثروات طبيعية وبشرية إلا أن الاستخدام الأمثل لهذه الموارد لم يتحقق بعد والذي يظهر بوضوح في التباين الكبير في الميزان التجارى بين الدول العربية والاتحاد الأوروبي.
وأضاف أن العجز التجارى في غير صالح الدول العربية واضح وكبير، الأمر الذي يؤكد أهمية معالجة هذا الخلل من خلال تيسير الحصول على التمويل اللازم لإقامة المشروعات الاقتصادية بشروط ميسرة والعمل على مساعدة هذه الدول في دخول منتجاتها إلى أسواق الاتحاد الأوروبي وتعزيز التعاون في المشروعات الاقتصادية والصناعية وتبادل الخبرات والمعلومات في القطاعات ذات الأهمية مثل الطاقة والتكنولوجيا لضمان تحقيق الإصلاحات الاقتصادية ومعالجة المشكلات المجتمعية وتضمن الإدارة الجيدة للموارد الاقتصادية والبشرية.
وأشار الوزير إلى أن الاتحاد الأوروبي هو الشريك التجارى والمستثمر الأول في مصر وأن هناك فرصًا كبيرة للتعاون المشترك، وأنه على الرغم من انخفاض العجز التجارى إلى أنه من الأهمية معالجة ذلك العجز للوصول إلى معدلات تجارة أكثر توازنًا واستدامة، وحث الجانب الأوروبي على زيادة استثماراته بما يسهم في تحقيق الهدف الأساسى من اتفاقية الشراكة.
ولفت الوزير إلى تشارك مصر واليونان في تجربة إصلاح اقتصادى جذرى من أجل تحقيق مزيد من الاستقرار وجذب الاستثمارات، موضحًا أن مصر تعبر بنجاح ببرنامج الإصلاح الاقتصادى لإعادة الهيكلة والإصلاح المالى والاقتصادى بالتعاون مع المؤسسات المالية الدولية والأوروبية.
وأكد الملا اهتمام الرئيس السيسي منذ توليه الحكم في مصر وضع خطة شاملة للإصلاح الاقتصادى ترتكز على التنمية المستدامة والشاملة على المدى الطويل، وتم وضع رؤية إستراتيجية للتنمية المستدامة "مصر 2030" لتحقيق هذا الإصلاح عبر 3 محاور رئيسية هي تعميق الإصلاحات المالية والضريبية، وتعميق الإصلاحات الهيكلية في مجالات الأعمال والصناعة والاستثمار، وتحسين مناخ الأعمال وإصلاح منظومة الدعم.
وأشار الملا إلى المقومات الأساسية التي تتمتع بها مصر وتمكنها من استمرار جذب الاستثمارات والتي يأتي على رأسها الاستقرار السياسي وموقعها الإستراتيجي والأيدى العاملة المؤهلة والمدربة والموارد الطبيعية وآخرها اكتشافات الغاز في المياه الإقليمية المصرية باحتياطيات ضخمة ستسهم في تغيير اقتصاديات ونظم الطاقة في المنطقة.
وأوضح وزير البترول أن الحكومة المصرية تتبنى حاليًا عددا من المشروعات الإستراتيجية العملاقة المطروحة للاستثمارات الدولية وتعد فرص كبرى لجذب الاستثمارات الأجنبية، ويأتي على رأسها على سبيل المثال تنمية المنطقة الاقتصادية لمحور قناة السويس والمثلث الذهبى والمدن الصناعية الجديدة والعاصمة الإدارية الجديدة ومدينة العلمين الجديدة ومدينة الجلالة العالمية ومشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة.