التفاصيل الكاملة للمسح الطبي لمريضات سرطان الثدي في مصر
كشفت نتائج مسح طبي جديد أن ثلثي المصابات المصريات بسرطان الثدي المتقدم (٦٧%) يشعرن بعدم وجود من يفهم ما يعانين منه، وأن أكثر من ٢ من كل ٥ سيدات مصابة بسرطان الثدي المتقدم في مصر (٤٥%) يشعرن بالعزلة عن غير المصابات بهذا المرض.
نتائج المسح كشفت عنه إحدى الشركات الطبية المتخصصة مؤتمرا صحفيا، اليوم، بالتعاون مع المؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدي، لكشف تفاصيل نتائج مسح "اعرفني"، حول سرطان الثدي في مصر، ضمن سبع دول أخرى على مستوى العالم، تزامنا مع أكتوبر شهر التوعية بسرطان الثدي.
وأظهرت إحصائيات المسح أن أكثر من ٨ من كل ١٠ (٨١%) يفضلن الحصول على المزيد من الوقت لمناقشة احتياجاتهن أثناء زيارة أخصائيي الرعاية الصحية، وتعد الآثار الجانبية (٦٢%) الموضوع الأكثر نقاشًا بين السيدات المصابة بسرطان الثدي المتقدم وأخصائيي الرعاية الصحية. كما كشف المسح عن فجوة هامة أخرى تتمثل في أن نسبة قليلة جدًا من السيدات يناقشن حالتهن العاطفية مع أطبائهن، على الرغم من أن غالبيتهن يردن مناقشة هذا الأمر. وتمت مناقشة الحالة العاطفية بنسبة )٣%( فقط، بينما أكثر من (٦٦%) يردن من أخصائيي الرعاية الصحية معالجة مشكلة احتياجاتهن العاطفية".
وقال الدكتور شريف أمين رئيس نوفارتس لأدوية الأورام في مصر وليبيا وتونس والمغرب أن أهداف المسح تشمل تحديد مشكلات مرضى سرطان الثدي المتقدم ومخاوفهم، وتُستخدم نتائج المسح لاستكمال حملة "اعرفني"، التي تهدف إلى توفير الدعم للسيدات المصابة بهذا المرض والتعاون مع جميع الجهات المعنية للوصول إلى حلول عملية لمساعدة هؤلاء المرضي في مواجهة تحدياتهم.
وقال الدكتور محمد شعلان أستاذ جراحة الأورام ورئيس قسم جراحة الثدي بالمعهد القومي للأورام ورئيس المؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدي، إن مبادرة (حرك السكون) عن سرطان الثدي الانتشاري، منذ نشأتها في يناير 2016 بالتعاون مع شركة نوفارتس للأدوية، تأخذ على عاتقها بذل كل الجهود الممكنة على المستوى المجتمعي والمهني والبحثي لحل المشكلات التي تواجه مرضى سرطان الثدي الانتشاري"، مؤكدا على أن عام 2018 شهد تحولًا كبيرًا في سير المبادرة، وذلك من خلال المشاركة في بحث عالمي، تمثل فيه المؤسسة دولة مصر، والذي أُطْلِقَ عليه "اعرفني" حيث يتناول 7 جوانب رئيسية.
وأضاف شعلان، أننا نجتمع اليوم ليس فقط لطرح تلك النتائج بل للخروج بحلول قابلة للتنفيذ لتسهيل حياة مرضى سرطان الثدي الانتشاري لكي تصبح نموذج قابل للتطبيق في دول العالم الأخرى.
وقالت الدكتورة ابتسام سعد الدين أستاذ الأورام بكلية الطب جامعة القاهرة، إن السيدات في مصر يتميزن بالصراحة والتفتح فيما يتعلق بإصابتهن بالمرض، وذلك مع العائلة والأصدقاء والزملاء، حيث يحصلن على الدعم اللازم من علاقاتهن الشخصية، ومن المجتمع الطبي أيضًا، ولكن على الرغم من ذلك، فأكثر من نصف السيدات يذكرن أن هذا الدعم ينتهي مع الوقت، واليوم، عادة ما تشعر معظم السيدات بعدم وجود من يفهم ما يعانين منه.
وأضافت ابتسام سعد الدين: كل السيدات في مصر يشعرن بالرضا إلى حد ما على الأقل عن الحوار مع الأطباء حول سرطان الثدي المتقدم، ولكن القليل منهن راضيات تمامًا عن ذلك، وقد أشار المسح إلى أن تواصل معظم المصابات مع أطبائهن يحسن نظرتهن المستقبلية.
وأوضح الدكتور محسن مختار أستاذ طب الأورام بجامعة القاهرة، أن نحو 6 من كل ١٠ مصابات أي (٦٠%) يذكرن أنه من الصعب الحصول على معلومات حول سرطان الثدي المتقدم تحديدًا، وتعتقد معظم السيدات أنه من الضروري وجود معلومات متاحة عن كيفية التعامل والسيطرة على الآثار الجانبية (٧٤%) والخيارات العلاجية المتاحة (٦٢%).
وتابع مختار، أما بالنسبة لمجموعات الدعم، فقد اتضح أن أكثر من نصف السيدات يعتقدن أنه من الصعب التواصل مع مجموعات الدعم الملائمة لمرضهن، وبالنسبة لهؤلاء اللاتي تفاعلن مع مجموعات الدعم، فمعظمهن لا يشعرن بالحصول على الدعم المناسب الذي يلبي احتياجاتهن، ومما كشف عنه المسح أيضًا أن السيدات المصابة بالمرض في مصر يتجهن إلى الإنترنت أولًا وبعد ذلك إلى الأطباء المعالجين في مرحلة تالية عند السعي للحصول على معلومات حول مرضهن".
ومن النتائج المهمة التي أظهرها المسح، ما يتعلق بهدف العلاج، تقول الدكتورة علا خورشيد، أستاذ علاج الأورام بالمعهد القومي للأورام، كشف المسح أن أكثر من ثلاثة أرباع المصابات (٧٦%) يعتقدن أن خيارات علاجهن محدودة، وتقريبًا غالبية السيدات (٨٨%) تعتقدن أن هناك حاجة لعلاجات جديدة لسرطان الثدي المتقدم، في حين تعتقد الأغلبية (٦٢%) أن هناك ضرورة للحصول على معلومات حول الخيارات العلاجية المستخدمة في المجتمع الطبي".
وعن دور المرضى، علقت الدكتورة منى مجدي، أستاذ علاج الأورام بكلية الطب جامعة المنصورة، تتخذ العديد من السيدات في مصر منهج استباقي لمعرفة سرطان الثدي المتقدم، ولكن عندما يتعلق الأمر برعايتهن، يشعر نحو نصفهن فقط بالراحة في اتخاذ القرارات، حيث كشف المسح أن تقريبًا ٩ من كل ١٠ (٨٨%) يذكرن أن مقدم الرعاية الصحية هو صانع القرار الرئيسي".
ومن النتائج المهمة التي كشف عنها المسح أيضا، ما يتعلق بتأثير المرض على الحياة، حيث أن (٢٤%) من السيدات المصابة بسرطان الثدي المتقدم يعملن كموظفات في الوقت الحالي، ولكن غالبية السيدات (٦٦%) يذكرن أن سرطان الثدي المتقدم أثر سلبًا في قدرتهن على العمل لذلك فقد عانين من خسارة دخلهن الشخصي.
وقال الدكتور محمد شعلان، تفخر غالبية السيدات في مصر، وتشعر بالتقدير، لمشاركاتهن في الأسرة والمجتمع، وترى معظم السيدات أن الدعم الذي يقدمنه له تأثير إيجابي على الاقتصاد القومي، ويشير المسح إلى أن نحو ٧ من كل ١٠ (٦٩%) يشعرن بالفخر تجاه مشاركاتهن المجتمعية التي يقمن بها أو اعتدن القيام بها في السابق، خارج مكان العمل، وتشعر كل السيدات تقريبًا (٨٨%) بالتقدير من جانب الأسرة والأصدقاء أو الجيران، على الدعم الدوري الذي يقدمنه، أو الذي اعتدن على تقديمه في السابق، خارج مكان العمل.