رئيس التحرير
عصام كامل

نائب رئيس مجلس الدولة: الحرب على الفساد لا تقل أهمية عن مكافحة الإرهاب

الدكتور محمد خفاجي،
الدكتور محمد خفاجي، نائب رئيس مجلس الدولة

قال الدكتور محمد خفاجي، نائب رئيس مجلس الدولة، إن الحديث عن الشخصية المصرية مر بعدة مراحل بين الوهن والقوة، ويجب أن نبحث عن أسباب هذا الوهن وأسباب تلك القوة، حتى يتحقق  القول إنها تمثل شريعةً ومنهاجًا، فقد فقدت الشخصية المصرية في بعض العقود السالفة الكثير من مميزاتها وبريقها المعهود عنها على مدار التاريخ، فبعد أن كانت  تسود روح المودة والإخاء في المجتمع، وكان حب الوطن يتسم بالأفعال لا الأقوال، وتبدل الحال بعد غياب المصلحة العامة وتفشي التسلط  والفساد.


وأرجع خفاجى في الجزء الثالث من بحثه عن دور القاضى الإدارى في بناء الشخصية المصرية، ذلك إلى  توارثات سابقة لم يتناولها أحد بالإصلاح، وتعرضت الشخصية المصرية لأزمات عنيفة وبدأ التهافت نحو المصالح الخاصة وطغيانها على المصالح العامة لتصاب الشخصية المصرية في فترات الوهن والضعف بداء الأنانية، والتسلط  واستشرى الفساد بصورة كثيفة، ولما كانت الشخصية المصرية منذ فجر التاريخ شخصية محبة للخير والقيم والمثُل والمبادئ والأخلاق والعدالة فقد ثارت على نظامين حاكمين خلال فترة وجيزة من الزمن في ثورتى 25 يناير 2011 و30 يونيو 2013  

وتابع خفاجي أن الشخصية المصرية قد تعرضت للوهن والعلل على بعض فترات أنظمة الحكم السابقة وهى لم تنشأ بين عشية وضحاها بل كانت نتيجة تراكم عدة عقود مضت، والتاريخ يذكر أن أي شعب لا تلحقه حصانة تعصمه من التحول إلى الأفضل أو تدهوره إلى الأسوأ، وتلعب المعتقدات والثقافة والتقاليد والعادات دورًا بارزًا في هذا التحول أو التدهور، والحق أن مظاهر الإفساد الذي حلت على بعض الشخصية المصرية لم يكن وليد اليوم ولم ينشأ بين يوم وليلة وإنما هو من تراكم أنظمة حكم سابقة ثبت من خلالها  أن الحكام السابقين عجزوا عن المحافظة على الإرث الأخلاقي للشعب المصري إذ لم يكن هناك ثمة منهج يحمي الشعب من  المظاهر السلبية، ولم يجد الفساد أنيابًا قوية تقتلعه من جذوره ومنابته.

وأوضح أن ذلك على عكس منهج الرئيس السيسي منذ توليه مقاليد الحكم في البلاد والذي يقوم على إعلان الحرب على الفساد وتطهير الوباء الاجتماعى وهو ما لا يقل أهمية عن مكافحة الإرهاب، فلا حماية لمجتمع مع النصوص إذا وجد وباء اجتماعى يحمى اللصوص، فالقضاء على الفساد لغة وطنية وعقيدة تنبع وتصب في صالح الأمة، على أن مسئولية الحفاظ على الشخصية الوطنية المصرية لا تقع على الدولة وحدها، بل يتشارك فيها المجتمع من خلال دور المدرسة والأسرة والمسجد والكنيسة والإعلام ومؤسسات المجتمع المدني، فخريطة البناء الاجتماعى لمصر هي شفرة التقدم.
الجريدة الرسمية