"المولوية" للشاعر مصطفى إبراهيم
أنا لزق اتشال خمسين مرة
من فوق خمسين نوتة وكشكول
واتساب فى الهوا عريان برة
ف نشف.. مبقاش يلزق على طول
- هو انت تطول؟ قاللى الدرويش
مش عايز أطول.. أنا عايز أعيش
-إنتا اللى فهمت الزهد بلاء
إزاى هزهد فى حاجات معييش؟
-ياحمار دى فضيلة الاستغناء
وانا كنت استغنيت بمزاجى؟
أنا اسمى يئست ومستغنتش
إيه الزهد ف إنى أمّا آجى
أشترى مابَجيبش عشان ملقتش؟
فيه فرق مابين صبر العاجز
علشان مبقاش حاجة فى إيده
وبين واحد أصلاً مش عايز
غير زى ما بس يعوز سيده
صدّقنى أنا زاهد بالصدفة.. أو من غير قصد
أنا طاير آه.. لكن علشان مش لاقى الأرض
صدقنى أنا كان نفسى أتعلّق.. فى حاجات ياما
وأعيش إحساس إن أنا فعلاً من غيرها هموت
أنا عارف أعيش
من غير ما احتاج إنى أقرا الوقت
من غير ولا واحد.. م اللى أنا أعرفهم دلوقت
أنا أعرف أعيش من غير اسمى
أو سنتوف برّة حدود جسمى
ومن غير السلسلة والمفاتيح
ومن غير ولا واحد من أهلى
ومن غير سارة
ومن غير البنت اللى أنا نفسى أجيب منها ولاد
ومن غير فيزا البنك الأهلى
وهشوف من غير النضّارة
عايز هَوا بس.. وميّة.. وزاد
كل يومين.. بَكْبَر وارمى حاجات
واكتشف إن أنا كان ممكن أعيش
من غيرهم أصلاً م الأول
معرفش بقى اليأس اتحوّل
وقلب على زُهد..
ولا ده جين صوفى من الأول مش محتاج جهد؟!
علّيت صوتى وقلتله ماترد..
الدرويش أصلاً مش موجود
الجامع فاضى ومِتغيّر
فيه عيل شبهى وانا صغير
شايل بلطة وبيـهد عمود
مش عارف أحرّك رجليّا
ومش عارف أصرّخله يبطل
صوت دف بيعلى وبيقرب
دقات ورا بعض
وعمود الجامع بيشقق
وبيعمل أصوات زى الرعد
العيل بيسرّع أكتر
زى المسعور
أكتر أكتر أكتر أكتر..
فى نور ضارب فى عنيّا
وألوان بتدور..
كل اللى أعرفهم حواليّا
السقف خلاص كله بيتهد
فجأة مفيش فى الجامع ولا حد
وبحسس على وشى كويس
وبشوف الدم
وببص لفوق..!!
السما باينة منورة جداً
ومفيش عصافير!
فيه ناس واقفين
شايلين فى حاجات
ناس غيرهم شايلين بنى آدمين
فيه ناس منهم شبه العِيلة
ومفيش غيرى من غير شيلة
ف محدش عارف غيرى يطير
أنا عمّال أترقّى وأطلع
السبورة عمالة تضيع
على مد الشوف.. أنا شايف بيت
وبتمتم بكلام مش واضح..
فيه صوت بيقول (على فين رايح؟)
ف بشاور .. ف يقوللى (لوحدك؟)
ف أضحك وأشاور حواليّا
لولا إني لوحدى..
ماكنتش جيت!..