رئيس التحرير
عصام كامل

يوم محاكمة قتلة «إبيفانيوس».. البابا في «أبو مقار»: الرسالة ومسببات الخلاص

فيتو

تزامنا مع تواجد المتهمين بقتل الأنبا إبيفانيوس في قفص محكمة دمنهور، كان البابا تواضروس الثاني يسير بخطى ثابتة داخل دير الأنبا مقار، ربما وقف أمام مذبح الكنيسة رافعا صلاة لأجلهما، وضعهما أمام رافات القديسين الأوائل، أملا في أن يلوذا بالخلاص.


البابا ذهب إلى دير الأنبا مقار، محملا برسالة «سماوية»: «إذًا يَا أَحِبَّائِي، كَمَا أَطَعْتُمْ كُلَّ حِينٍ، لَيْسَ كَمَا فِي حُضُورِي فَقَطْ، بَلِ الآنَ بِالأَوْلَى جِدًّا فِي غِيَابِي، تَمِّمُوا خَلاَصَكُمْ بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ» (في ٢ : ١٢).

البطريرك في كلمته أمام رهبان دير «أبو مقار» كان صريحا، حين قال إن فلسفة الرهبنة صعبة لا يتحملها أي إنسان، مليئة بالصعوبات، لكن لمن يريدها تكون الحياة أكثر فرحا، نصحهم بالوضوح مع النفس، واستثمار فرصة تواجدهم في الدير للفوز بـ«الخلاص المنتظر»: «السكون والهدوء يكون سبب خلاص للإنسان وفرصة لمراجعة النفس».

«افعلوا كل شيء بلا دمدمة».. رسالة ألقاها البابا أمام رهبان الدير، محذرا أن الدمدمة أولى خطوات التذمر، الذي ينذر بخطر، الذي هو نتيجة طبيعية، لضعف المحبة وقلة الصبر وضيق القلب، الذي يقود إلى الهلاك.

البابا استرسل حديثه للرهبان، قائلا «يوم ما دخلت الدير كان أمام نظرك المسيح، وكل يوم تعيشه في الدير تقترب منه، قيمتنا نحن الرهبان أننا نرى شخص المسيح ونقترب إليه، لا شيء يشغلني، واحدة سألت من الرب وإياها ألتمس أن أسكن في بيت الرب كل أيام حياتي».

أثنى البطريرك أيضا على ضمير الإنسان: «اللوم شيء في داخل الإنسان في ضميره، ضمير حي.. تصور أنك حينما تقف أمام المسيح يلومك لنقص المحبة، هل ضميرك حي ومقياسه شغال».

وشدد البابا على قوة الرهبنة، التي تتلخص في «بساطتها»، وشدد على أن تكون حياتهم ونظرتهم بسيطة، «البسيط ليس في حياته أي تعقيد أو مكر ودهاء، كما عاش مسيحنا، وكما عاشت أمنا العذراء. نحن جيل هذا الزمان يجب أن نحافظ على أصولنا الرهبانية. كلمة بسيطة تترجم قلب ذو اتجاه واحد».

وحذر البابا الرهبان من بعض المفردات التي يستخدمها العامة في العالم، قائلا «طوباهم الذين بلا عيب في الطريق السالكين في ناموس الرب. العالم في الشر وأنتم في سفينة تمنع دخول الريح العاصف».


وأخيرا قال «ليس مهمًا الاسم أو المنصب أو المكانة، المهم أن نكون في السماء. فليضئ نوركم قدام الناس ليروا أعمالكم، فيمجدوا أباكم الذي في السماوات».
الجريدة الرسمية