4 دروس من أزمة البطاطس.. أهمها خطورة التغيرات المناخية على الإنتاج
كشفت أزمة ارتفاع أسعار البطاطس الأخيرة عن عدة عوامل تسببت في الوصول إلى هذا الممر الضيق الذي ما زالت الأزمة في منتصفه، بعد تدخل الحكومة ممثلة في الجهات الرقابية ووزارتي الزراعة والتموين، لطرح الكميات المخزنة من البطاطس في الأسواق لحل جزء من الأزمة.
أجواء التناظر وطرح الرؤى التي غلفت الموقف خلال الأسبوع الأخير كشفت عن نقاط يجب تداركها لمنع وقوع الأزمة مرة أخرى.
بيانات المحصول
أولى تلك الطلبات أشار إليها سعيد أبو شميلة، عضو مجلس إدارة الجمعية العامة لمنتجي البطاطس، والذي أكد ضرورة وضع مخططات بيانية لمحصول البطاطس في مصر من حيث المساحات المستهدفة والإنتاجية المطلوبة وكمية التقاوي اللازم استيرادها خلال العام وحجم استهلاك السوق المحلي والكميات المصدرة كل موسم لأن وجود تلك الأرقام وتحديثها كل فترة يساعد على استقرار السوق وتحديد المطلوب من إنتاج بالضبط.
من جانبه، قال محمد فرج عضو مجلس إدارة جمعية منتجي البطاطس، إن الموسم الماضي تم استيراد كميات من التقاوي تفوق حاجة السوق ووصلت إلى 160 ألف طن في حين أن الحاجة الفعلية للسوق تصل إلى 100 ألف طن مما تسبب في زيادة الإنتاج عن المطلوب وانخفاض الأسعار إلى أدنى مستوياتها، وبنتج عنه عزوف نسبة من الفلاحين عن زراعة البطاطس هذه العروة فيتناقص الإنتاج.
لجان الفحص
مصادر بوزارة الزراعة طالبت بعودة لجان فحص تقاوي البطاطس في بلاد المنشأ وليس الفحص الظاهري وسحب العينات العشوائية في ميناء الوصول الذي يتم الآن، مشيرًا إلى أن لجان الفحص التي كانت تخرج في فترة وجود الدكتور يوسف والي وزير الزراعة كانت تفحص البطاطس في المزارع 3 مرات من فترة الإنبات وحتى فترة نمو الدرنات وليس فحص الدرنات فقط، وأن التراخي في هذا الأمر مؤخرا والفحص في الموانيء لا يؤدي إلى نتائج دقيقة في النهاية قد يتسبب في دخول تقاوي مصابة.
ضعف الإنتاجية
وقال الدكتور شاكر أبو المعاطي، رئيس بحوث بمعهد المناخ الزراعي، إن تبكير بعض المزارعين لمواعيد زراعة العروة النيلية للبطاطس في شهر يوليو ومنتصف أغسطس عن موعدها الأصلي في منتصف سبتمبر، هو موعد مبكر جدا وتكون درجة الحرارة فيه مرتفعة ويؤدي ذلك إلى ضعف الإنتاجية ويستهدف المزارعين الذين يقدمون على ذلك النزول مبكرا للسوق في فترة ارتفاع السعر لجني أكثر الأرباح إلى جانب كسب متسع من الوقت للحاق بموعد زراعة القمح في الأرض بعد جنى البطاطس، لكن هذا يؤدي في النهاية إلى ضعف الإنتاج المطروح.
ولفت أبو المعاطي إلى إن التغيرات المناخية في العالم غيرت بنسب معينة على مواعيد الزراعة، وأصبحت إحدى العوامل في ضعف الإنتاجية إلى جانب الزراعة في المواعيد الخاطئة والمعاملات الزراعية غير السليمة.
وأكدت الجمعية العامة لمنتجي البطاطس على انخفاض إنتاجية فدان البطاطس إلى 9 و10 أطنان للفدان بسبب العوامل الجوية وهو ما لفت إليه سعيد أبو شميلة عضو مجلس إدارة الجمعية وهو ما ينذر بضعف المحصول خلال الفترات المقبلة.
التقاوي المحسنة
وفي عام 2004، تم تصفية ما يسمى بالمجموعة المصرية لإنتاج تقاوى البطاطس المحسنة، وهو مشروع نِشأ بالشراكة بين الاتحاد العام للمصدرين والجمعية العامة لمنتجي البطاطس في فترة تولي الدكتور يوسف والي وزارة الزراعة، لإنتاج التقاوي في مصر لزراعتها في العروة الصيفية بدلا من الاستيراد من الخارج لكن كانت التصفية هي الحل بسبب عدد من المشكلات بين الشركاء وفقا لما أكد خالد حماد مدير عام الاتحاد التعاوني الزراعي.
وطالبت مصادر مسئولة بوزارة الزراعة بإعادة تفعيل مثل ذلك المشروع بأي صورة أخرى من خلال قيام جمعية منتجي البطاطس التي تعتبر ثاني أقدم جمعية زراعية في العالم بتفعيل دورها مرة أخرى والدخول في سوق التقاوي سواء باستيراد أصناف معينة تتعاقد عليها وتطرحها للفلاح أو من خلال إلزام المستوردين بتوجيه نسبه من التقاوي الواردة لهم إلى جمعية منتجي البطاطس لتوزعها على المزارعين بمعرفتها لإحداث توازن في الأسعار وعدم ترك الساحة لأى شخص يرغب في احتكار السلعة ورفع سعرها.