رئيس التحرير
عصام كامل

«بيزنس البذور».. أزمة البطاطس تكشف المستور.. وقرار «البنا» كلمة السر في تراجع الإنتاج المصري.. 1.5 مليار دولار حجم استيراد التقاوي.. ولجان الفحص ضرورة لحماية الإنتاج المحلي

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

ملف خطير بدأت شواهده ونتائجه السلبية في الظهور على السطح بقوة، بعد انخفاض إنتاجية وفساد بذور هجين طماطم 023 التي كانت أحد عوامل رفع أسعار الطماطم في الآونة الأخيرة وإلى الآن، قبل أن نشهد تراجعا في إنتاج البطاطس في الوقت الراهن من العام الحالي تسبب فيه بشكل أو بآخر تحكم المستوردين في جلب تقاوي البطاطس من الخارج دون رقيب أو منافس محلي معتبر.


تقاوي هجين
الدكتور محاسن عبد الحكيم الأستاذ بقسم تربية الخضر بمركز البحوث الزراعية، أكدت أن هناك تقاوي هجين مصرية لأغلب الخضراوات والفواكه التي تستورد من الخارج كالطماطم والفلفل والبطيخ والفاصوليا والبسلة والخيار وينتجها المعهد بكميات جيدة وتطرح في الأسواق ويقبل عليها المزارعون بل وتصدر إلى دول الكوميسا.

ولفتت إلى أنه في الفترة الأخيرة تم التعامل بطريقة غريبة مع قسم تربية الخضر في المركز بعد أن كان قسما منتجا للهجن ويخلق بديلا مصريا للهجن المستوردة، وفوجئنا بصدور قرار من وزير الزراعة السابق الدكتور عبد المنعم البنا بسحب مزرعة «قها» التابعة لمعهد بحوث البساتين من قسم تربية الخضر وحيث تعتبر تلك المزرعة هي نواة ومركز العمل الذي يجريه القسم لإنتاج التقاوي وتعطل الإنتاج.

المنافسة
وأكدت أن فرص المنتج المصري الذي يخرج من قسم تربية الخضر قليلة، في ظل المنافسة الشرسة من مستوردي التقاوي من الخارج، حيث تقوم الشركات المستوردة بتنظيم مؤتمرات واحتفاليات في الحقول وتوفر هدايا للمزارعين، بل وسفريات إلى الخارج لكبار المزارعين لتنتشر بينهم بشكل أكبر وتسوق منتجها المستورد وشهدنا مؤخرا أزمة طماطم 023 المستوردة التي تسببت في خسائر فادحة للمزارعين بسبب عدم ملاءمة البذور للأجواء المصرية وعدم قدرتها على مقاومة مرض ذبول الأوراق الذي جلبت في الأصل باعتبارها صنفا مقاوما لهذا المرض.

مليار ونصف مليار دولار
من جانبها قالت مصادر بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، إن حجم استيراد التقاوي من الخارج بلغ نحو 1.5 مليار دولار سنويا وأن مصر يجب أن تسعى جاهدة لتربية أصناف الخضر الإستراتيجية مثل الطماطم التي يجب أن تراجع الخريطة الجينية للأصناف المستوردة للتأكد من احتفاظها بخواصها الأساسية، إلا أن هذا لا يحدث وتسبب في أزمة الطماطم الأخيرة، غير إن الدكتور عز الدين أبو ستيت طالب معهد بحوث البساتين بالعمل على تربية هجن الخضر وأصدر قرارا بإعادة مزرعة قها لقسم تربية الخضر لمواصلة الإنتاج المتوقف.

لم تكن أزمة الطماطم فقط هي الكشافة لملف استيراد التقاوي فارتفاع أسعار البطاطس مؤخرا كشف عن تلاعب المستوردين بالسوق نتيجة احتكار عدد من الشركات ملف استيراد تقاوي البطاطس من الخارج، ولفت سعيد أبو شميلة عضو مجلس إدارة الجمعية العامة لمنتجي البطاطس، إلا أن مستوردي التقاوي جلبوا العام الماضي كميات كبيرة أكثر من احتياج السوق وصلت إلى 150 ألف طن، وتسبب ذلك في زيادة المزروع من مساحات البطاطس وارتفاع الإنتاج وتدني السعر وحقق الفلاح خسائر كبيرة، بينما مع بداية العام الحالي جلب المستوردون 100 ألف طن فقط وهي كميات قليلة على احتياج السوق فارتفعت الأسعار بهذا الشكل، نظرا لقلة الإنتاج الذي ظهرت آثاره طوال العام قبل أن ينفضح تماما بأزمة الأسعار الأخيرة التي ساعد على تصعيدها حلول فترة الفصل بين عروات الزراعة التي يقل فيها المعروض بصورة طبيعية.

ولفت أبو شميلة إلى أن الجمعية العامة لمنتجي البطاطس يجب أن تقوم بأدوارها في دخول سوق استيراد التقاوي لتوفر للفلاح تقاوي بأسعار جيدة وبأصناف مميزة، مشيرا إلى ضرورة أن يكون فحص التقاوي الجديد في بلد المنشأ وليس وقت وصولها الميناء لضمان عدم وجود أي عيوب فيها، حتى لا تدخل تحت بند زراعات خاصة، وتباع فيما بعد للفلاحين.

الحجر الزراعي
وكشفت مصادر بوزارة الزراعة أن الحجر الزراعي أعدم الموسم الماضي نحو 30 ألف طن من تقاوي البطاطس المصابة من إجمالي 180 ألف طن تم جلبها من الخارج، وأن هذا يدل على وجود مشكلة في بعض مصادر التقاوي يجب الالتفات لها والتعامل معها بشكل أكثر جدية لمنع دخول أي تقاوي فاسدة تتسبب في نقص المحصول وبالتالي نقص الإنتاج المحلي.

"نقلا عن العدد الورقي..."
الجريدة الرسمية