المرأة الحديدية في تونس تتحدث لـ«فيتو».. المرشحة الرئاسية ليلى الهمامى: حركة النهضة تعيش في جلباب الإخوان.. تجاهل القوي المدنية ساهم في تصدرها للمشهد.. والمعطيات الدولية أنقذتنا من احتكار ال
أكدت الدكتورة ليلى الهمامي، أول امرأة تعتزم الترشح لرئاسة تونس في تاريخ البلاد، أن الظروف السياسية خدمت حركة النهضة التونسية – الإخوان-، ورشحتها لتصدر المشهد، في ظل تجاهل رئيس البلاد الحالى، الباجى قايد السبسى، بناء قوة ديمقراطية تحد من نفوذ الإخوان.
عباءة الجماعة
وأضافت الهمامى في تصريح خاص لـ"فيتو"، اليوم الجمعة، أن حركة النهضة لاتزال تمثل أهم معطيات الواقع السياسي في تونس لما بعد نظام زين العابدين بن على، حيث كان واضحا أن هذه الحركة التي كابدت مرحلة الاستبداد ودفعت ضريبة المواجهة مع النظام السابق بالسجون والمنافي كانت في صدارة القوى التي رشحتها الأوضاع الجديدة لتصدّر المشهد، وفرضت عليها التأقلم مع استحقاقات اللعبة الديمقراطية لتصبح حزبا مدنيا ديمقراطيا وأن تغادر عباءة الجماعة الإخوانية المعادية للنظام.
خطاب مزدوج
مستطردة: لا يلغي في تقديري ازدواجية الخطاب داخل هذه الحركة بين الواجهة والخلفية، فالنهضة تبقى في تقديري جماعة إخوانية، تتحرك بقناع سياسي مدني يمكن أن يسقط بمجرّد إخراجها من السلطة وإرجاعها إلى صفوف المعارضة، بمعنى أن النهضة ستبقى حزبا بواجهة ديمقراطية مدنية ما دامت في السلطة وسترتدّ جماعة إخوانية متى غادرتها.
نفوذ النهضة
وقالت المرشحة المحتملة لرئاسة تونس: بكل واقعية أعتقد أن حركة النهضة الإخوانية قد مُنِحت فرصة التحول إلى حزب مدنيّ، لكن رئيس الجمهورية الحالي، الباجي قايد السبسي، أخطأ في عدم حرصه على بناء قوة ديمقراطية حداثية، تحد من نفوذ حركة الإخوان، ولعله أيضا بالغ في تقدير صلابة حزب النداء وتماسكه.
لذلك فإن حركة النهضة كانت المستفيد الوحيد من سياسة التوافق التي انتهجها السبسي، بما أنها تعود بقوة إلى الحكم بعد الخسائر التي تكبدتها خلال تجربة الحكم في إطار تحالف الترويكا (2012 -2013).
احتكار السلطة
لافتة إلى أنه لولا تقلبات المعطى الدولي والإقليمي، لقُلتُ بأن النهضة ستفتكّ السلطة لتحتكرها لعشريتين على الأقل، لكنني مؤمنة إيمانا لا شك فيه بأن وسطية الشعب التونسي وتورط النهضة في إسناد حكومة فشلت على الواجهة الاجتماعية بصفة ذريعة، سيحدّ كثيرا من نفوذها ومن تمددها خلال الموعد الانتخابي لسنة 2019.