السوق السوداء بدمياط تلتهم لقاح الإنفلونزا الموسمية
أيام قلائل منذ إعلان توفير لقاح الإنفلونزا الموسمية بصيدليات محافظة دمياط، ليختفى بعدها اللقاح بشكل تدريجى حتى امتنع تداوله مجددًا، بدأ السوق السوداء في التعامل مع الأمر مباشرةً، سماسرة الطب تمكنوا من حجز كمياتهم، ليتراوح سعره مابين 65 إلى 70 جنيها للجمهور، حتى استقر في بعض المراكز الطبية عند 100 جنيه لتكون هذه هي التسعيرة التي فرضها المحتكرون هذا العام، مستغلين أهمية تناوله هذه الأثناء للوقاية من نزلات البرد الشتوية، فيعد أفضل وقت لتناول اللقاح هي الفترة ما بين شهر سبتمبر وحتى نهاية أكتوبر، أي قبل بدء فصل الشتاء.
وكشفت "فيتو" أسرار اختفاء اللقاح بهذه الصورة، ربما كان لأهمية هذا اللقاح الأثر في تهافت الجميع عليه بهذا الشكل، والتي تمثلت في ضرورة تجديده سنويًا للحفاظ على الجهاز المناعى للجسم ضد أمراض الإنفلونزا والتي تمثل خطرًا بالغًا على الجهاز التنفسى، وفى التقرير القادم عرض لأبرز محطات أزمة لقاح الإنفلونزا الموسمية بدمياط.
وأكد مصدر مطلع داخل مديرية الصحة بدمياط، أن أمصال الإنفلونزا الموسمية تعتبر أحد الأمصال التي يعانى الجميع في الحصول عليها، مشيرًا إلى وجود عجز في مواجهة السوق السوداء والذي يتدخل أعضاؤه بشكل كبير في تحديد سعر التطعيم.
وأوضح المصدر الذي رفض ذكر اسمه، أن بعض الصيدليات الكبرى تسعى إلى اقتناء اللقاح قبل إنتاجه مستغلين في ذلك بعض القرارات الاقتصادية للتلاعب بأسعاره.
وأشار المصدر إلى أن وزارة الصحة تحاول السيطرة على الأمر ولكنها حتى الآن تعانى وجود كيانات اقتصادية كبرى تمتلك الأدوات الكافية لاحتكار المصل بشكل أو بأخر.
وأضاف المصدر، أن أهمية اللقاح الحقيقية تظهر في أيام موسم الحج، مشيرًا إلى أن هذا اللقاح من أهم الأمصال التي يجب حقن الحجاج بها قبل مغادرة البلاد لضمان عدم إصابتهم بتلك الأمراض أو نقلها عبر وسائل العدوى المعروفة، موضحًا أن محتكري اللقاح يتحكمون في التسعيرة الخاصة به في هذه الأثناء فلم يتمكن أحد من توقع سعره.
وتابع المصدر: "لقاح الإنفلونزا الموسمية، أزمة أبدية تكشف ضعف مديرية الصحة بدمياط".
والإنفلونزا الموسمية هي أحد الفيروسات التي تؤثر على الجهاز التنفسى للإنسان، ويصاب بها من تعرض إلى نزلات البرد أو عن طريق العدوى أو التعرض للرذاذ الناتج عن سعال أحدهم، تعد الإنفلونزا الموسمية أحد أخطر الأمراض التي قد تهدد حياة المصاب بها إذا كان مصابًا بمرض مزمن، كما يعتبر الأطفال وكبار السن أكثر الفئات عرضة للإصابة بالمرض والتأثر به لدرجة خطيرة.
يحتاج مصابو هذا المرض إلى تناول اللقاح بشكل دوري، بينما يحتاج الشخص العادى إلى التطعيم سنويًا لتجديد الأجسام المضادة التي تمنع حمل الفيروس، وتكون هذه أهم المميزات التي يحملها لقاح الإنفلونزا الموسمية، التي تجعل الجميع ينتظرونه سنويًا.
حملات التطعيم التي تشهدها مدارس دمياط لم تكن كافية، ربما اختفاء اللقاح بهذه الصورة ينذر بأزمة قادمة إلى أبناء دمياط، ولكن يظل احتياج الجسم إلى تناول العقار سنويًا هو ما يمثل الخطر الحقيقى، أيضًا يعد دافعا قويا "لسماسرة الطب" من أجل الحصول عليه وتخزينه.