رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا تراجعت الصوفية المصرية أمام نظيراتها في بلدان المغرب العربي

احتفالات صوفية في
احتفالات صوفية في مصر - ارشيفية

يعيش أتباع الصوفية في العالم، احتفالا من نوعه بالمغرب، من خلال المشاركة بمهرجان فاس، في دورته الـ 11 للثقافة الصوفية، الذي تعاد فيه مناقشة أفكار العالم الصوفي البارز جلال الدين الرومي، والغريب أن ذلك يحدث، في غياب شبه تام للمدرسة الصوفية المصرية.


منذ أعوام طويلة، والصوفية المصرية، تخنق نفسها داخل تيار طقوسي، مما أضعف تأثير الدور الثقافي للصوفية المصرية عن نظيرتها في شمال أفريقيا، الذي يزدهر فيه ويتفوق ما يعرف بـ"التصوف العلمي".

في حديقة جنان السبيل التاريخية، التي يعود نشأتها إلى القرن 18، وداخل منطقة باب الماكينة الأثرية، التي أقيمت في القرن 12، يعيش الصوفية العرب أمسيات تهدف لتطوير مفاهيم جديدة عن يما يسمى بـ«فن السماع»، الذي انتشر بشدة خلال السنوات الماضية، وصعد بشهرة الصوفية المغربية والشمال أفريقية.

وأصبحت طرق مثل القادرية والبودشيشية، وحتى فرق الدراويش التركية، على رأس اهتمامات الباحثين عن التصوف، فيما اختفت تماما الصوفية المصرية، التي انكفأت على نفسها طوال السنوات الماضية، ولم تعد قادرة على المشاركة في تلك الفعاليات التي تعتمد على العلم الصوفي، والأبحاث المتقدمة فيه.

وفن السماع، يستقطب للمهرجان عشرات المفكرين والباحثين وعشاق الموسيقى الصوفية، ليس فقط من دول المنطقة وحدها، بل من إيران وفرنسا وأمريكا والهند وألمانيا وكندا والنيجر ولبنان والسنغال وباكستان، الذين يداومون على حضور ندوات علمية، تناقش عدة مواضيع، منها التصوف كنموذج حضاري، والتصوف بصيغة المؤنث، والأندلس، بوتقة والفكر الروحي، والتصوف في العصر الحديث، ونحو إقامة تراث ثقافي حي، و"التصوف والفن المعاصر".

ومنهج الصوفية العلمية، الذي تحاربه العديد من الطرق المصرية، حتى وإن أنكر البعض ذلك في العلن، بدأ يستعيد سمعته بدخول الشيخ على جمعة، مفتي مصر الأسبق المجال الصوفي، وتصدره الساحة، ولكن حتى الآن لم يُمكن له، حتى تظهر نتائج عمله أثر جلب أبناء الأوساط العلمية المرتفعة إلى الساحة الصوفية من جديد، ومن ثم تظهر تلك اللمسات على شكل وتأثير الصوفية المصرية بالخارج.

الشيخ علاء أبوالعزائم، كان أحد هؤلاء الذين اعترفوا بأزمة تمثيل الصوفية المصرية على المستوى الدولي مقارنة بدول المغرب العربي، معتبرا أن الصوفية تعاني من فقر في الكوادر بحسب وصفه.

الصراعات التي دخلتها الصوفية مع الكثير من الحركات المتطرفة بداية من الإخوان نهاية بالسلف، انعكس بالسلب على تلك الحركات التي عانت من هذه الصراعات وانتهى بها الحال للتهميش، يقول أبو العزايم ويستكمل: القيادات الصوفية تضع الموالد المصرية فقط على رأس أولوياتها.

ويضيف: موالد مثل السيد البدوي والحسين، متابعًا لا يمكن لمشايخ الطرق السفر للخارج، وترك فعاليات بهذه الضخامة، وحضور ندوات ومؤتمرات دولية لاكتشاف الجديد في عام الروحانيات، وأعرب في الوقت نفسه عن استرداد الصوفية المصرية تأثيرها على المستوى الدولي، بعد الاتجاه مؤخرا لإعادة توطين التصوف العلمي.
الجريدة الرسمية