رئيس التحرير
عصام كامل

زرعها «لينين» وجنى ثمارها «ستالين».. «البلشفية» 101 عام ثورة

فيتو

دخلت "ثورة الفقراء" ضد الطبقات الظالمة في روسيا، عامها الأول من القرن الثانى، بعدما هزت موسكو والعالم بإسقاطها الحكم الإمبراطوري المطلق فيها وإنشاء أول دولة اشتراكية في العالم تقوم على أسس فلسفية.


عرفت "الثورة البلشفية" بأنها ثورة العمال والشباب والفقراء والمضطهدين، الذين رفضوا الخضوع لقرارات "السادة" الذين يستفيدون من معاناتهم، الأمر الذي دفع ملح الأرض للتخلي عن الصمت والمطالبة بالعدالة في النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي في برامج الأحزاب والحكومات، وجعلته جزءا من ثقافة المجتمعات.

إسقاط حكومة
في عام 1917، اندلعت الثورة البلشفية أو كما عرفت حينها باسم "ثورة أكتوبر" والتي قادها البلاشفة تحت إمرة فلاديمير لينين، وقائد الجيش الأحمر، ليون تروتسكي، وأعضاء الحزب البلشفي والجماهير العمالية بناءً على أفكار «كارل ماركس» وتطوير فلاديمير لينين لإقامة دولة اشتراكية وإسقاط الحكومة المؤقتة.

سياسة كارثية
دفعت سياسة الحكومة الروسية المؤقتة حينها البلاد إلى حافة الكارثة، بسبب اضطرابات في الصناعة والنقل وصعوبة الحصول على أحكام وانخفض إجمالي الإنتاج الصناعي في عام 1917 بنسبة تزيد على 36% عما كان عليه في العام 1916، حتى أدى إلى إغلاق 50% من الشركات والمراكز الصناعية في جبال الأورال ودونباس، وارتفاع معدل البطالة، وفي الوقت نفسه ارتفعت تكاليف المعيشة وتراجعت أجور العمال بنسبة 50% حتى أصبحت البلد تواجه خطر الإفلاس، مما أدى إلى تخطيطهم للقيام بثورة بعدما طفح الكيل من السياسة الكارثية للدولة.

مظاهرة تمهيدية
في يوم 16 يوليو بدأ العمال والجنود بمظاهرة تمهيدية للإعراب عن غضبهم من سياسة الدولة والمطالبة بسلطة أكبر للسوفيات، لكن في اليوم التالي ارتفع عدد المشاركين في المظاهرات السلمية حتى بلغ نصف مليون شخص في تظاهرة سلمية في سانت بطرسبورج، مما أدى إلى هجوم الحكومة على المتظاهرين، وتوفي حينها 56 شخصًا بينما أصيب أكثر من 650 آخرون.

وفي اليوم التالي لم يتوقف المتظاهرون وارتفاع عدد الضحايا زادهم غضبًا، وبدأ الحراك ضد الحكومة بقيادة الجنرال كورنيلوف الذي كان القائد العام للقوات المسلحة منذ 18 يوليو الذي اعترض على سياسة «كيرينسكي» الرامية إلى ما وصفه بحل الجيش والهزيمة في الحرب، وقاد الوحدات المخلصة له إلى سانت بطرسبورج ليطيح بالحكومة المؤقتة، ومن ثم دعا الطبقات العاملة في موسكو للإضراب واستجاب لطلبه نحو 400 ألف عامل من البلشفية.

البداية العظمي
في 25 أكتوبر عام 1917، قادت البلاشفة قواتها إلى الانتفاضة في عاصمة روسيا، وفي مقاومة غير فعالة من قبل كيرينسكي والحكومة المؤقتة حتى تمكن البلاشفة من الاستيلاء على المرافق الحكومية، ومن ثم بدأ الهجوم على القصر الشتوي للقيصر الذي كان يحرسه القوزاق وعدد من النساء إلى أن تم السيطرة عليه هو الآخر، ومن ثم أعلنت الحكومة الجديدة التي شكلها البلاشفة خروج روسيا من الحرب العالمية ورغبتها في توقيع اتفاقية انفصالية مع ألمانيا، كما أصدر البلاشفة مراسيم تقضي بمصادرة أراضي كبار الاقطاعيين ومعامل الرأسماليين بالإضافة إلى إعلان حق شعوب الإمبراطورية الروسية بالانفصال عنها.

نتائج إيجابية
حققت الثورة نجاحات كبرى منها إقرار مجلس مفوضي الشعب، كأساس للحكومة الجديدة الذي قام بإقرار سلسلة من الاعتقالات لكل من زعماء المعارضة وقادة المناشفة والحزب الاشتراكي الثوري وحبسهم بقلعة بولس وبطرس، وفي 20 ديسمبر أسس لينين لجانا استثنائية من شأنها مكافحة الثورة المضادة، واعتبارها نقطة بداية لقضاء البلاشفة على كامل اعدائهم ومعارضيهم حيث بدأت تلك اللجان الاستثنائية بممارسة الإرهاب الجماعي ضد ممثلي الفئات الغنية والمتوسطة للمجتمع الروسي والمثقفين ورجال الدين والضباط المشتبه بمعاداتهم للسلطة الجديدة.

لم يتوقفوا عند ذلك فقط بل أطلقوا مجموعة من المراسيم منها، مرسوم صدق على أعمال الفلاحين الذين استولوا على الأراضي في جميع أنحاء روسيا وإعادة توزيعها فيما بينهم، وتأميم جميع البنوك الروسية والتبرأ من جميع الديون الخارجية، إصلاح الأجور بمعدلات أعلى مما كانت عليه خلال الحرب، وتخفيض عدد ساعات العمل لمدة 8 ساعات يومية فقط.

لكن «الثورة» سرعان ما تحولت «دولة»، حتى قبل حلول ستالين محل لينين، فراحت حماسة المبدعين تفتر، إذ بدءوا يصطدمون بواقع آخر يحدث على الأرض، بعد تربع ستالين على العرش البولشفي، كاشفًا بالتدريج عن وجه الديكتاتور.

الجريدة الرسمية