الحل في التموين..الدولة وأهالي دمياط يحاربون احتكار الأرز وارتفاع أسعاره
شهد سوق الأرز بدمياط ارتفاعًا ملحوظًا في الأسعار هذا العام.. ربما كانت ندرة المحصول وعدم زراعة الكثير من المساحات للأرز السبب في ذلك، فتشير التنبؤات إلى أن المحافظة بصدد استقبال أزمة جديدة خلال الفترة المقبلة مع الأرز.
وكانت لسياسة الاحتكار التي يمارسها التجار؛ الرصيد الأكبر من التسبب في اندلاع تلك الأزمة، إذ اشترى بعضهم كميات كبيرة من المحصول المنزرع هذا العام، لتجفيف السوق، والبيع بأعلى سعر خلال الأيام المقبلة، ولم يتبقَ للفلاح سوى القليل من محصوله، اكتفى بها من أجل احتياجاته، بينما لم يتمكن العديد من الأهالي من شراء احتياجاتهم مثلما كان يحدث الأعوام السابقة، وبلغ سعر الكيلو هذا العام 15 جنيهًا، عقب حصد الفلاحين حاصلاتهم، وهذا مؤشر لارتفاع أسعار الأرز خلال الشهور المقبلة بشكل أثار قلق أبناء دمياط ومسئوليها أيضًا.
منافذ التموين باتت البديل القوي والأقرب لأبناء المحافظة للخروج من تلك الأزمة، بل إن هناك الكثير من المواطنين بدأوا بالفعل في صرف مقرراتهم من التموين بغرض تخزين كميات الأرز التي تضمن توفير احتياجاتهم لفترات طويلة، هربًا من جحيم ارتفاع الأسعار المنتظر.
من جانبه؛ أشار سمير عثمان، وكيل وزارة التموين بدمياط، إلى أن المديرية تعمل بشكل دائم على توفير احتياجات المواطنين، مؤكدًا نجاح المنظومة في توفير أكثر من 90% من احتياجات الأهالي من السلع الأساسية والاستراتيجية، واتباع الوزارة عدة إجراءات لعدم المساس بقوت الشعب، ومواجهة جشع التجار، عن طريق المعارض المُنَظَّمَة تحت إشراف المديرية والتي تعرض الكثير من المنتجات بأسعار مخفضة عن مثيلاتها في باقي الأسواق.
وفي خطوة منها لمحاولة احتواء الأزمة؛ كثفت محافظة دمياط من حملات الرقابة بالتعاون مع مباحث التموين وقوات مديرية الأمن لمواجهة الاحتكار، وتشديد الرقابة على الأسواق، ولكن ارتفع سعر طن الأرز من 800 جنيه العام الماضي إلى 1500 جنيه.
وقال مجدى البسطويسي، نقيب فلاحي دمياط، إن أسعار الأرز هذا العام لم تكن بسبب الفلاحين، مشيرًا إلى اتفاق التجار على شراء المحصول أثناء زراعته، مؤكّدًا أهمية تدخل الدولة لتجاوز الأزمة ومنع حدوثها، خاصة مع وجود عدة مقترحات إيجابية، مثل إلزام وزارة التموين الفلاحين بتوريد عدد أطنان أرز معين سنويًا، مع تحديد سعر يضمن سد احتياجات الفلاح، قائلاً إن هذا المقترح سيوفر المبالغ التي تحتاجها الدولة لاستيراد الأرز، وسيقف حائلاً أمام احتكار التجار.
فيما أوضح المواطن محمد الزناتي، عامل، أنه توجه إلى صرف مقررات التموين الخاصة به لتعويض احتياجاته، بعد ارتفاع أسعار الأرز في الأسواق هذا العام.
بعض الأهالي خزّنوا أرز التموين بغرض تداوله في السوق السوداء وفقًا لـ«محمد خروبة» أحد بدالي التموين، محذرًا من عودة تلك المحاولات بسبب الأزمة، وطالب الدولة بالانتباه إلى هذا الأمر، ووضع الحلول اللازمة له.