رئيس التحرير
عصام كامل

كشفت عجز نتنياهو.. «الباقورة والغمر» خنجر جديد في ظهر حكومة الاحتلال

رئيس وزراء الاحتلال
رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو

خنجر جديد غرسه العرب في ظهر حكومة نتنياهو بعد قرار العاهل الأردني التاريخي الملك عبد الله الثاني أمس الأحد، بإنهاء العمل بملحقي أراضي الباقورة والغمر، المؤجرة لإسرائيل منذ 25 عامًا ضمن اتفاقية "وادي عربة" للسلام بين البلدين، ليؤجج أزمة جديدة للحكومة الإسرائيلية خاصة بعد تشتت العشرات من الفلاحين الإسرائيليين العاملين داخل الأراضي الأردنية وشنهم هجوما ضد رئيس وزراء الاحتلال من أجل توفير البديل.


حكم إعدام
على الرغم من تصريحات نتنياهو وتأكيده على الدخول في مفاوضات مع المملكة الهاشمية من أجل مد العمل بهذا الملحق لفترة إضافية، إلا أن العديد من الفلاحين العاملين في أراضي الغمر والباقورة يشكون في قدرة رئيس وزراء الاحتلال على الخروج من هذه الأزمة وأنه يطلق تصريحات واهية، خاصة أن هذا القرار من شأنه أن يسبب لهم أزمة اقتصادية كبيرة ويطالبون الحكومة الإسرائيلية بتوفير الحلول المناسبة لهم.

ولفتت صحيفة هاآرتس العبرية في تقرير لها إن هذا القرار صادم لأكثر من 35 مزارعا يعمل في الأراضي الزراعية بأراضي الغمر والباقورة، حيث قال أحد المزارعين خلال حديثه مع الصحيفة العبرية إن هذا القرار مثل حكم بالإعدام للمزارعين الذين يعملون على فلاحة هذه الأراضي.

وأضاف أنه بالرغم من تصريحات نتنياهو بأن الأمر قيد التفاوض إلا أن الجميع ليس متفائل بخصوص الامكانية بالسماح لمزارعي منطقة العربة الاستمرار بفلاحة الأراضي وشدد: "انا اصدق ملك الأردن.. لا أعتقد أنه يتحدث عبثا ولا أعتقد أن الأمر مفتوح للمفاوضات.

الحل البديل
ومن المعروف أن ملحق الباقورة والغمر هو أحد ملاحق اتفاقية السلام الموقعة بين الأردن وإسرائيل والتي بقيت بموجبها هاتان المنطقتان تحت النفوذ الإسرائيلي على اعتبار أنهما مستأجرتان من قبل إسرائيل لمدة 25 عاما وهي المدة التي تنتهي هذه الأيام.

ونص اتفاق تأجير هاتين المنطقتين لإسرائيل على أن يتم تمديد هذه الفترة تلقائيا في حال عدم اعتراض أي من الجانبين عليه في غضون عام قبل انتهاء المدة ولهذا فقد تعالت أصوات عديدة في الأردن منذ عدة أسابيع تنادي بوقف اتفاق الإيجار واستعادة المنطقتين للسيادة الأردنية، وجاء إعلان الملك الأردني استجابة لهذه الضغوط، وذلك ما يقلق المزارعين الإسرائيليين فضلا عن الحل البديل لتلك المزارعين هو الانتقال إلى أرض بديلة تم تطهيرها مؤخرا من الألغام في السنوات الأخيرة لكنها لا تزال تحتاج إلى استثمار في البنية التحتية بها، وهذا مشروع يكلف عشرات ملايين الشواكل وهي مبالغ غير متوفرة بايديهم.

أراض أردنية
والباقورة هي بلدة حدودية تقع ضمن لواء الأغوار الشمالية التابع لمحافظة إربد شمال الأردن، وتبلغ المساحة الإجمالية لمنطقة الباقورة نحو 6 آلاف دونم احتلت إسرائيل 1390 دونما منها العام 1950.

وفي محادثات السلام بين البلدين، العام 1994 زعمت إسرائيل أن 830 دونما من تلك المساحة المزروعة على مدى سنوات الاحتلال هي أملاك إسرائيلية خاصة بيعت لهم عبر الوكالة اليهودية- الجهاز التنفيذي للحركة الصهيونية، وأنشئت عام 1908 باسم "مكتب فلسطين" في مدينة يافا كفرع لعمليات المنظمة الصهيونية في فلسطين تحت الحكم العثماني.

أما منطقة الغمر فهي منطقة حدودية أيضا تقع ضمن صحراء وادي عربة التابعة لمحافظة العقبة جنوب الأردن.

وتبلغ مساحة الغمر نحو 4 آلاف دونم، أغلبها أراض زراعية وتمتد لمسافة 5 كيلومترات داخل الأراضي الأردنية.

واحتلت إسرائيل أراضي أردنية خلال حرب العام 1967، من بينها الغمر، التي أصرت إسرائيل على عدم الانسحاب منها بذريعة أنها امتداد لمستوطنة "سوفار" المقابلة لـ"الغمر" على الجانب الآخر من الحدود.
الجريدة الرسمية