رئيس التحرير
عصام كامل

الإعلام البريطاني يواصل الافتراء على مصر.. يدعي سرقة قلب وكليتين سائح إنجليزي.. جامعة دولية: «مفيش مراكز مؤهلة لزراعة الأعضاء».. وكبر سن المتوفي يكذب الادعاءات.. والاستعلامات تكشف التفاصيل

فيتو

ردود فعل واسعة انتشرت داخل الوسط السياحى، عقب إذاعة عدد من وسائل الإعلام البريطانية تقرير ادعت فيه سرقة أعضاء بشرية "القلب والكليتين" من سائح إنجليزي يدعى (David Humphries)، بعدما لفظ أنفاسه الأخيرة في مصر أثناء قضاء إجازته بأحد أشهر الفنادق بالغردقة، خاصة أن تلك الادعاءات تهدد مستقبل السياحة الإنجليزية الوافدة إلى مصر.


مراكز طبية
وقال الدكتور فتوح حسانين، أستاذ طب الأطفال بجامعة مصر الدولية، إن سرقة الأعضاء تحتاج إلى إجراء تحاليل معينة قبل نقل العضو من شخص إلى شخص آخر لتوافر التوافق بين الأعضاء من المتبرع إلى المريض، موضحا أن مصر لا تتوافر بها مراكز طبية متقدمة بإمكانيات معينة يتم بها جراحات زراعة القلب والكلى والكبد، مستبعدا تماما وجود أي شبهة لسرقة أعضاء من السائح خاصة أنه كبير في السن ولا يسمح له بالتبرع بالدم في الأحوال العادية في مصر.

نقل الأعضاء
وأضاف أستاذ طب الأطفال بجامعة مصر الدولية في تصريحات خاصة لـ "فيتو"، أن نقل الأعضاء في أوروبا يتم عن طريق شبكة يعلن من خلالها المتبرع على الأعضاء التي سيتبرع بها بعد وفاة، ويقوم بعمل تحاليل وفحوصات معينة لبيان نوع فصيلة الدم ونوع الأنسجة وتحليل لتوضيح ما إذا كان المتبرع صاحب أمراض معدية ما، وذلك لتوفير الشخص المناسب الذي تتوافر له نفس إمكانيات المتبرع من نوع الأنسجة وفصيلة الدم، مؤكدا أن الإعلام الإنجليزي أذاع العديد من التقارير المعادية لمصر، ويجب عدم الانسياق وراءها.

أخذ العينات
ونشرت الهيئة العامة للاستعلامات تقريرا حول الواقعة أكدت فيه أنها تواصلت مع  الجهات المعنية، وحصلت على المستندات الكاملة بشأن الواقعة، والتي أثبتت أن العينات التي تم أخذها من جثمان المتوفى المذكور تمت بأسلوب طبي، وسلمت رسميًا لمعامل التحليل الحكومية في أسيوط والقاهرة للتدقيق في سبب وفاة المذكور.

حالة المتوفي
وأكدت الهيئة في تقريرها أن السائح البريطاني "ديفيد همفريز" وصل إلى مستشفى البحر الأحمر بمدينة الغردقة في الـ18 من سبتمبر الماضي، وتم عمل إنعاش قلبي له ولكن الحالة لم تستجب وتم إعلان الوفاة ونقله إلى مستشفى الغردقة العام بعد تصريح الطبيب المختص، وجاءت التحقيقات الأولية للشرطة الواردة في إخطار الوفاة بتاريخ نفس يوم الوفاة على لسان طبيب الحالات الحرجة الذي استقبل السائح المذكور أنه "وصل إلى المستشفى بسيارة إسعاف وتبين عدم وجود أي علامات للحياة وتم عمل الإسعافات اللازمة إلا أنه تبين وفاته، ويحتمل أن تكون الوفاة بسبب "توقف مفاجئ للقلب".

الدخول للمستشفى 
وأوضحت الهيئة أن التقرير الطبي الصادر عن مستشفى البحر الأحمر بتاريخ الـ18 من سبتمبر الماضي، فإن المذكور وصل إلى المستشفى في حالة غيبوبة عميقة ولا يوجد نبض أو تنفس أو ضغط دم وجسمه بارد، تضمنت التحقيقات أيضًا على لسان "ليندا همفريز" زوجة السائح المتوفي أنه شعر ببعض الألم في الصدر، وعقب تناوله العلاج الخاص به تحسن، وبعد ذلك شعر بألم في منطقة الصدر مرة أخرى، وسقط على الأرض وتم نقله بسيارة إسعاف إلى المستشفى حيث تبين وفاته، وأكدت أنها لا تتهم أحدًا في وفاة زوجها.

نوبة قلبية
وأضافت زوجة المتوفي أنه سبق تحويله إلى مستشفى البحر الأحمر في الـ13 من سبتمبر الماضي عقب شعوره بالإرهاق وتلقى العلاج وغادر المستشفى، وطبقًا للتقرير الطبي لمستشفى البحر الأحمر فقد دخل السائح إلى المستشفى بأعراض آلام حادة في الصدر وضيق تنفس وتعرق وتم تشخيص الحالة على أنها أعراض نوبة قلبية، وتم إدخاله وحدة الرعاية المركزة بالمستشفى وضبط ضغط الدم واستبعاد مضاعفات القلب ومنحه الأدوية اللازمة، وفى مساء اليوم التالي كانت حالة المريض جيدة والمؤشرات الحيوية طبيعية وسمح له بالخروج من المستشفى مع التزامه باتباع العلاج الموصوف له.

التحقيقات الأولية
وأشارت الهيئة إلى أن ابنة المتوفى "Goodall Anita" أكدت في التحقيقات أقوال والدتها وأضافت أنها لا تتهم أحدًا في وفاة والدها، وأن النيابة العامة قررت انتداب الطبيب الشرعي بالغردقة في الـ20 من سبتمبر الماضي للانتقال إلى مستشفى الغردقة العام لتوقيع الكشف الطبي وإجراء الصفة التشريحية على جثمان المتوفي "ديفيد همفريز" لبيان سبب الوفاة وأخذ كافة العينات اللازمة، وتحديد ما إذا كان هناك خطأ طبي من عدمه، حيث أنه في حالة رغبة النيابة العامة للتثبت من سبب الوفاة، فإن القانون يعطيها الحق بإصدار الأمر بتشريح الجثمان بما يستلزمه ذلك من أخذ العينات والإجراءات الطبية اللازمة حسب ظروف كل حالة، بدون الرجوع إلى أسرة المتوفى أو موافقتها وهذا إجراء متعارف عليه ومستقر في كافة مدارس الطب الشرعى في العالم وفى المراجع العلمية، وتم إرسال العينات في الـ25 من نفس الشهر (طبقًا لما هو مدون في التقرير الرسمي المرفق) إلى معمل التحليل الكيماوي في أسيوط التابع لوزارة الصحة: "٤ عبوات تحتوى على: "كمية من الدماء - أجزاء من كل من الكبد والمعدة والأمعاء ومحتواهم وأنصاف الكليتين والمثانة وجميعها تخص المتوفي "ديفيد همفريز" وذلك من أجل البحث عن أشباه القلويات السامة والمخدرة والمهدئات والمنومات ومضادات الاكتئاب"، وتم إرسالها معمل الباثولوجي التابع لوزارة الصحة بالقاهرة (طبقًا لما تضمنه التقرير الرسمي المرفق): "حرز بداخله قلب بمادة حافظة فورمالين خاص بجثة المتوفي "ديفيد همفريز" والتي تم تشريحها في الـ20 من نفس الشهر بمستشفى الغردقة العام"، وذلك لإجراء التحاليل اللازمة لبيان سبب الوفاة.

فحص العينات
وبمخاطبة مصلحة الطب الشرعى المصرية أكدت أن العينات المذكورة قد تم الانتهاء من فحصها؛ وجار إجراءات تسليمها للنيابة العامة المختصة بمدينة الغردقة لإصدار القرار بتسليمها إلى ذوى المتوفى أو مندوب مفوض من السفارة البريطانية بمصر طبقا لما تقضى به الإجراءات القانونية في مثل هذه الحالات، وأنه من خلال الوقائع السابقة، وما تضمنته الأوراق الرسمية المرفقة الصادرة من جهات تابعة لوزارات العدل والداخلية والصحة، فإن الادعاءات بشأن سرقة أعضاء السائح المذكور لا أساس لها من الصحة، وأن كل الإجراءات تمت بشكل سليم يستهدف استخدام كل الأساليب العلمية المعروفة للتحقق من سبب الوفاة على نحو يقيني تام.

الجريدة الرسمية