رئيس التحرير
عصام كامل

خوسيان.. أقدم قبائل أفريقيا تعود من جديد للمطالبة بأراضيها

فيتو

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هدد منذ فترة بقطع المعونات عن جنوب أفريقيا، واتهم سكانها بأنهم سرقوا الأراضي المملوكة للبيض، وأن المزارعين ذوي البشرة البيضاء يقتلون على نطاق واسع، إلا أن البيض ليسوا وحدهم من يعانون الاضطهاد ولكن السكان الأصليون أيضا والذين بدأ يظهر فصيلا منهم مؤخرا يطالب بحقه الذي سلب منه.


وحول ذلك، سلطت صحيفة "فورين بوليسي" الأمريكية الضوء على عدد من السكان الأصليين ومنهم قبيلة خوسيان التي يعتبر سكانها أول من عاشوا بجنوب أفريقيا، ليس فقط ذلك بل يمتد نسلهم لأول من سكنوا الأرض، موضحة أن هناك حركة نشطة منهم يرون أن الوقت قد حان لاستعادة أراضيهم ويسعون لذلك.

قبيلة الخوسيان
يعود أصل قبيلة الخوسيان لـ5000 عاما، وعددهم غير معروف، ولونهم ليس أسود قاتم، فهم أصحاب بشرة ملونة، ويشبهون السكان الأصليون بكندا ونيوزلاندا، وبدأ عملية تطهير الخوسيان منذ القرنين الثالث حتى السادس، إلا أن نسلهم بدأ يتلاشى عام 1994 عندما بدأ حزب المؤتمر الوطني الأفريقي في إعادة توزيع الأراضي على السكان، ما تسبب في اشتعال الصراع مع سكان القبيلة وقتل المئات منهم، ثم أصيبوا بمرض الجدري والذي قتل المتبقي منهم، لدرجة أن البعض قال إنهم قد أبيدوا، ولم يبقى منهم إلا أعداد بسيطة.

المطالبة بحقوقهم
عام 2005، أصدرت الأمم المتحدة بيانا أكدت فيه عن ضرورة أن يحصل مجتمعات الخوسيان على حقهم من الأراضي وأن يكون بمقدورهم الوصول للموارد الطبيعية، وفي عام 2015، بدأت جماعات حقوقية تسلط الضوء على ارتفاع معدلات الفقر بين سكان القبيلة منتقدة تجاهل الحكومة لهم.

حركة مناهضة
ظهرت خلال السنوات الأخيرة، حركة تدعى "تحرير خوسيان" تدعو لعودة أراضيها، وتسير بمبدأ أن الأرض شرط أساسي للهوية ولذلك يجب استعادة كل أراضيها التي سلبت منها، ويقول أحد أعضائها ويدعى أنتوني فيليب المنسق الوطني للحركة إنه لا بد لهم من استعادة أراضيهم فكيف يحتفظون بثقافتهم لو لم يبق مكان لهم يمارسونها فيه.

ويضيف فيليب أنه لم يكن يعلم بأصله حتى قابله أحد الأشخاص ويدعى خوليخوي وأخبره عن تاريخ شعبه ومكانتهم منذ القدم، لذا استقال من وظيفته ليصبح ناشط متفرغ للبحث عن حقوق قبيلته الأصلية، وليس فيليب فقط، بل هناك غيره الكثير ممن بدءوا البحث عن أصلهم ويسعون لاسترداد أراضيهم.

أنشطة سلمية
العام الماضي، نظم عددا من أعضاء الحركة إضرابا عن الطعام لمدة 3 أسابيع، وهو ما جعل صوتهم يصل لرئيس حزب المؤتمر الوطني الأفريقي سيريل رامافوز وعدهم بتنفيذ مطالبهم، إلا أنه لم يقم بشيء، وخلال العام الجاري حصلت الحركة على دعم الحزب، وعقدت أول قمة لها في مدينة جوهانسبرج ودعت وفود من العالم للتعريف بقضيتها وللحصول على دعمهم في عودة أراضيها، لتتخذ أولى الخطوات لاستعادة أراضيها المنهوبة.
الجريدة الرسمية