صمود المقاومة.. هل يتسبب قطاع غزة في الإطاحة بـ«نتنياهو»؟
أزمة كبيرة تعصف بحكومة الاحتلال بعد التوترات على حدود غزة، وذلك ما تحدثت عنه العديد من التقارير العبرية في الفترة الماضية، مشيرة إلى أن حكومة نتنياهو تعيش أصعب مراحلها بسبب تفاقم الخلافات الداخلية وفشل رئيس وزراء الاحتلال ووزير دفاعه أفيجدور ليبرمان في التعامل مع التصعيد داخل قطاع غزة مما ساعد في تفاقم الأوضاع، وكبد الاحتلال خسائر فادحة خاصة في الوقت التي تصمد فيه المقاومة الفلسطينية وشن المسيرات اليومية تجاه مستوطنات غلاف غزة فضلا عن إشعال الكاوتشوك وإطلاق البالونات والطائرات الورقية الحارقة، لتخلق أزمة كبيرة قد تسقط حكومة نتنياهو.
هجوم المعارضة
لم تتوقف المعارضة الإسرائيلية عن شن المزيد من الهجوم يوميا على سياسة حكومة نتنياهو في التعامل مع القطاع، حيث شنت زعيمة المعارضة الإسرائيلية تسيفي ليفني هجوما لاذعا على نتنياهو، واتهمته بأنه يصف الملايين من مواطني دولة الاحتلال بخونة لمجرد كون آرائهم تختلف عن آرائه وأنه لا يستطيع اتخاذ موقف واضح بشأن قطاع غزة.
أما رئيس حزب المعسكر الإٍسرائيلي "آفي جباي وجه انتقادات حادة لرئيس وزراء الاحتلال قائلا : إن نتنياهو مسئول عن الفساد بالحكومة والمقربون منه غارقون بالفساد في عدة ملفات وهو لم يخرج حتى لاستنكار ذلك، لذلك هو غير لائق لإدارة الدولة.
غضب الكنيست
ولم يسلم نتنياهو أيضا من الهجوم الذي يشنه عليه نواب الكنيست يوميا بسبب توتر الأوضاع، حيث حمل عضو بالكنيست الإسرائيلي عوفر شيلح نتنياهو ما يدور داخل قطاع غزة، واصفا سياسته بـ"الانهزامية"، قائلا: إن الحكومة الحالية هي الأقل مسئولية تاريخيا أمام الجميع، فيما هاجم عضو الكنيست ديفيد بيتان رئيس الأركان الإسرائيلي جادي أيزنكوت واتهمه بأنه المسئول عن حقيقة خسارة الردع في قطاع غزة، إلا أن نتنياهو يحاول التوصل إلى تسوية ولا يستطيع".
تصريحات مترددة
ما زاد من غضب الإسرائيليين بحسب مراقبي التصريحات المترددة التي يطلقها نتنياهو وليبرمان يوميا حول شن عملية عسكرية على قطاع غزة، ثم اتخاذ قرار آخر بالتراجع ومحاولة الوصول لتهدئة حيث يرى مراقبون أن التصريحات التي يطلقها جيش الاحتلال بين الحين والآخر تصريحات واهية هدفها فقط الرد على الأصوات المعارضة داخل الكنيست الإسرائيلي والانتقادات الموجهة لجيش الاحتلال بعدم القدرة على السيطرة على القطاع بعد إطلاق عشرات البالونات الحارقة يوميا تجاه المستوطنات الإسرائيلية، فضلا عن زيادة حدة مسيرات العودة الفلسطينية على حدود إسرائيل وأمام شواطئ غزة، ما أحرج قادة جيش الاحتلال.
وسبق أن تحدثت تقارير إسرائيلية عن استحالة شن عملية عسكرية على القطاع في الوقت الراهن، نظرا للأضرار الضخمة التي قد تتكبدها سلطات الاحتلال جراء هذه الخطوة من أعباء مالية وإدانات دولية.
تراشق إعلامي
خلافات عدة وتراشق إعلامي بين المسئولين الإسرائيليين بشكل يومي حول سياسة نتنياهو في التعامل مع القطاع، حيث ازدادت حدة الخلافات بين وزراء إسرائيليين، وأظهر الإعلام العبري حجم الخلافات بين المسئولين الإسرائيليين الذين يصر بعضهم على شن حرب على القطاع، بينما ينصح آخرون بالتأني قبل شن عمليات عسكرية، خاصة أن هناك العديد من وزراء الحكومة الإسرائيلية أطلقوا تصريحات حول عدم قدرة نتنياهو وليبرمان على التعامل مع قطاع غزة، بموقف ثابت وواضح يعيد الردع للمنظومة الإسرائيلية ويضمن حياة مستقرة لمستوطني الغلاف.