رئيس التحرير
عصام كامل

«حبس الوحش».. حكايات شفاء العاقر وزواج العوانس في الفيوم (صور)

فيتو

حاك أهل الفيوم قصص وروايات منها ما يمكن أن يقبله العقل ومنها ما يعتبر مثالا للخرافة يمكن القياس عليها، هذه القصص والحكايات رويت عن الشيخ محمد حبس الوحش، المدفون في ضريح بالقرب من الطريق الدائري منذ 125 عاما، وأهل المحافظة لا يتوقفون عن صياغة الأساطير عن بركات مولانا «حبس الوحش».


أصل الاسم
تقول الأساطير أن الناسك الذي يواري التراب جسده تحت ضريح "حبس الوحش"، أخذ هذا الاسم بعد أن منع الذئب من أكل الغنم أكثر من 120 عاما، وتقول الأسطورة إن أحد الرعاة كان يرعى غنمه بجوار ضريح الشيخ محمد ولم يكن وقتها له كنية ولا يعرف أحد له نسبا غير اسمه الأول، فلما أتى على الراعي الليل خاف على غنمه وعلى نفسه واحتمى بجوار ضريح الشيخ، ونام ثم استيقظ في الصباح ليجد الذئب يجلس ساكنا وادعا بين الغنم فتعجب الراعي وقال: "الشيخ حبس الوحش عن الغنم" من هنا اكتسب الضريح الاسم.

زواج العوانس وشفاء العاقر
اعتاد أهل الفيوم الذين ييأسون من الشفاء سواء لأمراض عضوية أو نفسية، أو من يطلق عليهم "ممسوسين" الذهاب إلى ضريح "حبس الوحش"، وقت صلاة الجمعة، والتدحرج 7 أشواط أمام باب الضريح، حتى يمن الله عليهم بالشفاء، ولم يقتصر على المرضى فقط بل العوانس وصاحبات المشكلات الزوجية كن يذهبن إليه لنجدتهن وفق معتقدات الأهالي.

يقول عبد التواب سيد فلاح تجاور أرضه الضريح: إن الزيارات هذه الأيام تقلصت كثيرا حتى أن العدد يكاد يعد على أصابع اليدين، وكنا نشهد زحاما كل يوم جمعة يتعدى 5 آلاف شخص يأتون للتبرك بالشيخ كل جمعة، وكانوا يؤدون صلاة الجمعة وسط الزراعات، ويبدوا أن الناس علمت أن ما يحدث نوع من الخرافات، كما ألغي أهم طقوس الزيارة "الزار" باعتباره نوعا من "الشعوذة".

ويقول عبد الفتاح عبد التواب من أهالي يوسف الصديق: "كلما أصابني مرض أيا كان نوعه عضويا أو نفسيا أو حتى أصابني الضيق، أذهب إلى مولانا الشيخ، وألقي نفسي أمام بابه وأتدحرج ولا أقتصر على 7 أشواط أظل أجوب الأرض شمالا ويمينا حتى أشعر بالراحة النفسية -على حسب زعمه-.

وتقول علية عبد الموجود من مركز إطسا، أثق في كرامات الشيخ منذ 35 سنة، بعد أن يئست من عدم الإنجاب، ونصحتني والدتي بالتدحرج في رحاب الشيخ، وبعدها لم يمض العام حتى أنجبت ابني البكري.

ويؤكد عبد التواب سيد من مركز الفيوم: أنه قبل أن يمتد العمران إلى الضريح بعد إنشاء الطريق الدائري، كان الأهالي يأتون إلى الضريح محملين بكل أنواع الطعام، وغالبا كانوا يأتون في عائلات (الأب والأم والأبناء)، باعتبارها فسحة وزيارة دينية لأحد الأولياء.

الجريدة الرسمية