هشام عرفات!
واقع الطرق في مصر من أسوان إلى الإسكندرية لم يكن خافيا على أحد، ولا فرق هنا بين طرق القرى والمراكز والمحافظات الجميع سواسية في سوء الخدمة المقدمة اليهم، وقطارات السكة الحديد والمترو لم تكن أفضل حالا من الطرق.
هذا الواقع شاهدناه جميعا خلال السنوات الأخيرة الماضية، وكل مسئول كان يأتي وينظر إلى المبالغ المطلوبة في ملف الطرق والسكة الحديد والمترو، من أجل التطوير والصيانة يغلق الملف دون تردد حتى إشعار آخر، فالمبالغ المطلوبة كانت أكبر من أن يكررها المسئول بينه وبين نفسه مرة أخرى من ضخامتها.
وخلال الخمس سنوات الأخيرة تبدلت الأحوال، واختلفت الصورة تماما في ملف الطرق والسكة الحديد والمترو، حيث تم تشييد مئات المشروعات من كباري وأنفاق وطرق بطول مصر وعرضها، ومن المؤكد أن هذا لم يكن يتحقق لولا إيمان الرئيس بأهمية الطرق وقدرتها على إحداث نقلة حقيقية في مجال الاستثمار، والحق أيضا يقال أن هذه المشروعات العملاقة كانت بحاجة حتى تخرج إلى النور، في زمن قياسي، إلى وزير مثل الدكتور هشام عرفات، يدرك أهمية المرحلة التي نعيشها، ويعرف طبيعة الأولويات ويترجم ما يطلبه الرئيس، ويصبح واقعا ملموسا يستفيد منه المواطن في أقرب وقت ممكن.
من المؤكد أنه عندما يتم تقييم وزراء النقل خلال الخمسين عاما الأخيرة، سيكون الدكتور هشام عرفات في مقدمة هؤلاء، فكل من تعامل أو اقترب منه يعرف جيدا أنه وزير من عينة مختلفة وطبيعة بعيدة تماما عن الوزراء التقليدين، فهو جاء إلى المنصب لكي يرحل، وليس من أجل البقاء كما يتمنى جميع الوزراء، يعتبر نفسه في مهمة محددة، مهمة إنجاز ملف الطرق والسكة الحديد والمترو.
مع كل اجتماع جديد لمجلس الوزراء يذهب "هشام عرفات" إلى الاجتماع مستقلا مترو الأنفاق، تقليد بدأه منذ تم تعيينه وزيرا للنقل وأصر على استمراره، يسأل الركاب عن مستوى الخدمة بعيدا عن الأضواء والكاميرات والجولات المفاجئة المزعومة، ويعدهم بتغيير الواقع قريبا، لا تملك إلا أن تصدق هذا الرجل، لأنه يقول الحقيقة دون مجاملة حتى لو كان البعض لا يريد أن يسمعها.