ترامب ينضم للأوروبيين بعدم قبول رواية الرياض حول مقتل خاشقجي
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه "غير راضٍ" عن تفسير السعودية للكيفية التي لقي بها الكاتب الصحفي بجريدة "واشنطن بوست" جمال خاشقجي حتفه في القنصلية السعودية بمدينة إسطنبول التركية.
وقال ترامب للصحفيين مساء السبت "لست راضيًا حتى نجد الإجابة"، مضيفًا أنه ما زال يفكر في العقوبات وإنه سيتحدث إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قريبًا جدًا.
وسئُل ترامب خلال زيارة لولاية نيفادا عما إذا كان مقتنعا بأن المسؤولين السعوديين أقيلوا بسبب وفاة خاشقجي، فقال: "لا لن أكون مقتنعًا إلا بعد أن نجد الإجابة. ولكنها خطوة أولى كبيرة وخطوة أولى جيدة. ولكن أريد الحصول على إجابة".
وتراوحت تصريحات ترامب بشأن مقتل خاشقجي في الأيام الأخيرة بين تهديد السعودية بعواقب "وخيمة جدًا" وتحذير من فرض عقوبات اقتصادية إلى تصريحات أكثر ميلًا للمصالحة، شدد فيها على دور السعودية كحليف للولايات المتحدة ضد إيران والإسلاميين المتشددين بالإضافة إلى كونها من المشترين الرئيسيين للسلاح الأمريكي.
ووصف ترامب في وقت سابق الرواية السعودية بشأن مقتل خاشقجي بأنها معقولة، وقال إنه "من الممكن" ألا يكون لدى ولي العهد أي علم عن القتل، وأن إلغاء صفقة السلاح "سيضر بنا أكثر بكثير مما سيضر بهم".
وجاءت تصريحاته بعد أن دعت كندا والاتحاد الأوروبي وفرنسا كل على حدة إلى إجراء تحقيق شفاف في وفاة خاشقجي في حين أشارت ألمانيا إلى أنها قد تعلق مبيعات الأسلحة إلى السعودية.
تغيير الرواية السعودية
وتقول الرياض إن خاشقجي البالغ من العمر 60 عامًا توفي بعد "شجار بالأيدي" في القنصلية في الثاني من أكتوبر الجاري، وقوبلت هذه الرواية بشكوك واسعة النطاق.
وقبل اعترافها فجر السبت، نفت الرياض أن يكون المسئولون السعوديون على علم بما حدث للصحفي، قائلين إنه غادر القنصلية بعد استلام أوراق تتعلق بزواجه المقبل، فيما قال مسئولون أتراك لوسائل الإعلام إن خاشقجي قُتل وتم تقطيع جثته، وإن لديهم تسجيلات صوتية ومصورة تدعم مزاعمهم.
وقال ترامب الذي تبنى تحالفًا مع ولي العهد، إنه "قلق" حيال عدم إعلان السعودية عن مكان جثة خاشقجي، والتي ما زالت السلطات التركية تبحث عنها، وفي وقت سابق من يوم السبت تعهد مسئولون أتراك بالكشف عن حقيقة ما حدث.
وذكرت وسائل إعلام سعودية رسمية أن الملك سلمان بن عبد العزيز عاهل السعودية أمر بإقالة خمسة مسؤولين بينهم سعود القحطاني المستشار في الديوان الملكي، والذي يُعد المساعد الرئيسي لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وأحمد عسيري نائب رئيس جهاز المخابرات.
وقالت خمسة مصادر على صلة بالعائلة الحاكمة في السعودية لرويترز إن هذه الأزمة دفعت الملك سلمان إلى التدخل.
مقاطعة "دافوس الصحراء"
من جانب آخر قالت وزيرة الشئون الخارجية الكندية كريستيا فريلاند مساء السبت إن التفسيرات السعودية "تفتقر إلى الاتساق والمصداقية... يجب محاسبة المسؤولين عن القتل ويجب أن يواجهوا العدالة".
يُذكر أن السعودية طردت السفير الكندي في أغسطس الماضي، وأوقفت جميع المعاملات الاستثمارية والتجارية الجديدة مع كندا، بعد أن قامت فريلاند بالتغريد عن قلقها حيال احتجاز نشطاء حقوق الإنسان السعوديين.
وعلى الصعيد الأوروبي قالت المفوضة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيرني إن "الظروف المستجدة" لموت خاشقجي "مقلقة للغاية"، كما دعت إلى "إجراء تحقيق شامل وموثوق وشفاف".
فيما دعا وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان هو الآخر إلى إجراء "تحقيق شامل"، مشيرًا إلى أن "تأكيد مقتل جمال خاشقجي يعتبر خطوة أولى للوصول إلى الحقيقة".
كما طالبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في بيان مشترك لها مع وزير الخارجية هايكو ماس السعودية بـ"الشفافية"، قائلة إن "البيانات التي صدرت بشأن أحداث القنصلية في إسطنبول ليست كافية".
وقال ماس خلال مقابلة على القناة الأولى في التليفزيون الألماني "إيه.آر.دي" إنه لا ينبغي حاليًا الموافقة على صادرات سلاح ألمانية إلى السعودية، بينما لا تزال هناك أسئلة حول مقتل خاشقجي، مشيرًا في الوقت ذاته إلى عدم مشاركته في أي أحداث في المملكة، وتعتبر السعودية ثاني أكبر مستورد للسلاح الألماني بعد الجزائر.
وانضمت نيوزيلندا إلى قائمة متزايدة من الدول والشركات التي قاطعت مؤتمرًا استثماريًا في السعودية من المقرر عقده الشهر الجاري.
وقالت الحكومة النيوزيلندية في بيان صدر اليوم الأحد، إن نيوزيلندا تدين قتل خاشقجي وإنها لن تحضر المؤتمر الاستثماري في السعودية.
وقال وزير التجارة ديفيد باركر في بيان إنه لن يحضر أي مسئول نيوزيلندي مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار الذي يعقد في الرياض ويطلق عليه اسم "دافوس الصحراء".
كما أعلنت أستراليا هي الأخرى مقاطعة المؤتمر الاستثماري السعودي، ووفقًا لوكالة الأنباء الاسترالية دعا رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون اليوم الأحد الرياض إلى "التعاون بشكل كامل مع السلطات التركية".
هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل