أحمد يوسف.. بطولة مُسعف انتهت بـ«الشلل».. حمل مريضا على ظهره 7 طوابق.. وأصيب بمضاعفات خطيرة أقعدته عن العمل.. البطل يكشف لـ«فيتو» أسرار عمله.. وإنقاذ «حمار» بسبب حادثة أط
رجال الإسعاف جنود مجهولة داخل القطاع الطبي، يقع عليهم عبء إنقاذ المصابين في حوادث الطرق والكوارث الكبرى، وغيرها من المهام الصعبة التي يؤدونها على أكمل وجه دون ضجيج يذكر، وهم أول من يستقبلون المصاب، ويجرون الإسعافات الأولية له.
ورغم الدور الكبير لرجال الإسعاف ومساهمتهم في إنقاذ أرواح الآلاف من الموت، فإن المسعفين يواجهون مخاطر عديدة، وبعضهم تعرض لحوادث كبيرة خلال العمل، جعلتهم يفقدون القدرة على الحركة.
أحمد يوسف
حالة أحمد يوسف، سائق إحدى سيارات الإسعاف، خير دليل على بطولة رجال الإسعاف، فهذا السائق البطل ضحى بنفسه مقابل إنقاذ حياة مريض، وكان الثمن إصابته بالشلل.
انضم "يوسف" للعمل في هيئة الإسعاف بعد تخرجه في كلية الحقوق جامعة عين شمس، وتم اختياره كسائق في الهيئة بنظام العمل النمطي براتب 600 جنيه شهريا، ثم انضم إلى الإسعاف النموذجي، وزاد راتبه حينها إلى 3000 جنيه شهريا، وكان محل عمله في فرع مصر الجديدة.
البداية
"يوسف" روى لـ "فيتو" قصته المؤلمة، مؤكدا أنه نهاية العام الماضي تلقى بلاغا من عمارة بالدور السابع لمريض مصاب بكسر في الحوض، وذهبت إليه سيارة الإسعاف لنقله إلى أقرب مستشفى، وحملوه على منضدة حمل المرضى، وعلى الرغم من أن عمل الإسعاف ليس حمل المرضى من المنازل، فإن الأهالي يتعاملون معهم على أنهم يحملون الحالات، ويطلبون منهم ذلك.
وأضاف: "بعد طلب أسرة المريض مساعدتهم في إنزاله إلى الدور الأرضي، حملت المريض على ظهري، ونزلت به 7 طوابق كاملة، وهو ما تسبب لي في مزق شديد بالظهر، ورغم حصولي على العلاج اللازم، فإن المتاعب ظلت كما هي، بل كانت تزيد، وذهبت إلى أكثر من مستشفى، وفي كل مرة كان الأطباء يؤكدون أن حالتي مستقرة ولا خطورة، لكن بعد فترة بدأت أشعر بألم في قدماي وتوقفتا عن الحركة تماما، وبعد الفحص الشامل اكتشف الأطباء إصابتي بشلل كامل في الجزء السفلي من الجسم، بالإضافة إلى فقد القدرة على التحكم في البول والبراز، وكل ذلك بسبب إصابتي بتجمعات دموية في فقرات الظهر، ورغم أن بعض الأطباء أكدوا احتمالية شفائي عن طريق العلاج الطبيعي، فإن ذلك لم يحدث".
وأشار إلى أنه حاليا يتلقى جلسات العلاج الطبيعي في مركز التأهيل التابع للقوات المسلحة بالعجوزة، موضحا أن التكلفة مرتفعة جدا، رغم حصوله على خصم 25% من تكلفة من رئيس هيئة الإسعاف".
وكشف يوسف أن مصابي الإسعاف يتم صرف رواتبهم كاملة كأنهم يعملون، لافتا إلى أنهم يتعرضون لعوامل عدوى كثيرة، ومنهم من أصيب بطلقات نارية في سيناء، ومنهم من أصيب بأمراض أثناء إسعاف المرضى، وكذلك من تعرض لبتر في الساق.
الصعوبات
وعن أهم الصعوبات التي تواجه فريق الإسعاف في عملهم، قال: "هناك صعوبات كثيرة، منها بلاغات كاذبة على سبيل المثال مريض بصحة جيدة يقف على قدمه ويطلب الإسعاف كحالة طارئة، وفي ذلك النموذج يتم إبلاغ غرفة الطوارئ مرة ثانية فيتم تحصيل رسوم النقل، مشيرا إلى أن جميع حالات الطوارئ تكون بالمجان، بينما يتفاجئ المسعفون بوجود بلاغات غير طارئة".
وحكى يوسف واقعة طريفة تعرض لها مع زملائه، حينما ورد إليهم بلاغ طارئ بتوجه سيارة إسعاف لمكان حادثة، وفوجئوا بعد الذهاب بوجود حمار مصدوم من سيارة ملاكي، فتم إبلاغ غرفة العمليات أن البلاغ كاذب؛ لأن هيئة الإسعاف تنقل المرضى والمصابين البشريين فقط..
يذكر أن هيئة الإسعاف المصرية تقوم في حالات إصابات العمل، ووفقا للقرار الصادر عنها رقم 259 بصرف جميع المستحقات المالية للمسعف والسائق، وكذلك يصرف لهم مبالغ مالية من قبل مجلس الوزراء، ويعكف العاملون في هيئة الإسعاف على إنشاء صندوق خاص للتأمين على الحياة ضد العمليات الإرهابية، يصل فيه المبلغ الذي يمكن أن يحصل عليه المسعف أو السائق إلى نصف مليون جنيه.
"نقلا عن العدد الورقي..."