رئيس التحرير
عصام كامل

فريق «هندسة 6 أكتوبر» يروي إنجازات «روبوت الألغام».. تغلبوا على التمويل بـ«الدعم الشخصي»..اقتنصوا المركز الأول في المسابقة الدولية بـ«جدارة».. ويكشفون لـ«ف

فيتو

الحلم كان الخطوة الأولى نحو العالمية.. صداقة ممتدة لسنوات زادت من متانتها الدراسة المشتركة، فأصبح الأصدقاء أعضاء فريق واحد، رفع اسم مصر عاليًا في المحافل الدولية، بعدما اقتنص المركز الأول للمسابقة الدولية للتعرف على الألغام والمتفجرات بإسبانيا.


«يوسف محمد، محمد عاطف، مينا مدحت، عبد الفتاح، عاصم، محمد أنور ستة»، فريق الأصدقاء الذي مثل كلية هندسة جامعة 6 أكتوبر في الفوز بالمسابقة الدولية، باختراع روبوت يكتشف المتفجرات «Auctroventa».

«فيتو» من جانبها التقت أعضاء الفريق للتعرف عن قرب على تفاصيل رحلتهم إلى العالمية.

بداية قال الطالب محمد يوسف: «الاختراع كان ضمن مشروع بحثي، ولم تكن هذه المرة الأولى التي نشارك في مسابقة دولية، فقد سبق وأن شاركنا العام الماضي باختراع غواصة، وحصلنا على المركز الثالث على مستوى الجمهورية، واقتنصنا المركز الرابع على مستوى العالم في ماليزيا، وعن تجربة العام الماضي، قال الطالب مينا مدحت:«أتعلمنا كتير السنة الماضية، وتلافينا أخطاء العام الماضي؛ لذلك حصلنا على المركز الأول، وقد واجهتنا صعوبات عدة أثناء الإعداد للاختراع، أبرزها نقص التمويل والمواد الخام والدعم، غير أننا تغلبنا عليها جميعها، وقد دفع كل واحد منا 10 آلاف جنيه لنتمكن من شراء المواد الخام التي استوردناها؛ لأنها غير متوافرة في الأسواق المحلية».

لغة البرمجة
من الصعوبات الأخرى التي واجهها الطلاب استخدام لغة برمجة جديدة اشترطتها المسابقة، وعنها قالوا: «واجهتنا صعوبة في تعلم لغة البرمجة المطلوبة في المسابقة، فالأكواد كانت صعبة وغير متوافرة، وحاولنا الاستعانة بكورسات موجودة أون لاين عبر الإنترنت، لأن المسابقة أعطت درجات إضافية لمن يستخدمها، واستغرق التدريب على لغة البرمجة الجديدة عاما كاملا، بالإضافة إلى صعوبة تعلمها لأنها باللغة الإنجليزية».

البرمجة والمواد الخام لم تكن الصعوبات الوحيدة التي واجهها فريق «كاشف الألغام»، حيث إن الفريق واجه مشكلة أكبر كادت أن تعصف بحلمه، تمثلت في تأخر وصول «الروبوت» وقالوا: «واجهتنا مشكلة الشحن، الروبوت أتى متأخرًا من الشحن، ولم يكن أمامنا سوى اللجوء إلى إدارة المسابقة وشرح المشكلة أمامها، وقد ساعدتنا في تأجيل ميعاد العرض حتى وصول الروبوت».

لحظات حاسمة عاشها فريق أكتوبر بانتظار وصول الروبوت وسط حالة من الخوف من ضياع الحلم «الروبوت وصل في الساعة 1 ظهرا متفككا، أخذنا ساعتين تركيب، اشترينا بعض المعدات من المحال التجارية بإسبانيا، ساعدتنا في تركيب الروبوت خبراتنا من العام الماضي».. هكذا وصفوا اللحظات الأخيرة قبل عرض اختراعهم.

رحلة نجاح
رحلة طويلة قضوها حتى الوصول إلى النهائيات والفوز، حيث بدأت منذ الإجازة الصيفية في أغسطس الماضي «إحنا بدأنا الشغل من شهر أغسطس، حاولنا التوفيق بين محاضرات وشغل المشروع، المسابقة لم تكن سهلة ونافسنا 23 فريقا من الجامعات المصرية، تأهلنا مع 5 فرق أخرى لتمثيل مصر في المسابقة الدولية بإسبانيا».

وأضافوا: «ساعات كنا نضطر لإعادة الشغل أكثر من ثلاث مرات لكي نحقق الكفاءة المطلوبة، خاصة أن الجامعات الأجنبية كانت تملك إمكانيات عالية، والعمل الجماعي والتنظيم كان مفتاح الفوز، فقد وزعنا الشغل، كل اثنين اشتغلوا جزيئة واحدة، اثنين اشتغلوا على برمجة الروبوت، واثنين اشتغلوا على التركيب الميكانيكي للروبوت، واثنين اشتغلوا على تركيب دوائر الكهربة».

يحلم الطلاب بتطهير مصر من ألغام منطقة العلمين، قائلين: «الاختراع ممكن يساعد مصر في تطهير منطقة العلمين من الألغام، لأن اكتشاف المكان المحدد للألغام يساعد في تفكيكها»، كما يسعى الطلاب إلى إضافة تطويرات جديدة للروبوت «سنطور الروبوت لاكتشاف أنواع أخرى من الألغام والقنابل، إضافة إلى التحكم فيه عن بعد عن طريق الإنترنت، بحيث يتحرك في الصحراء الغربية عن بعد».

على أرض الواقع لا يزال «روبوت الألغام» فكرة ينقصها الدعم والتطوير، حسب قول الفريق: «المنتج ليس صناعيا لأن هناك مكونات غير موجودة في مصر، صحيح أن الروبوت نجح في تجربة الأداء في المسابقة باكتشاف الألغام، لكن تنفيذ المشروع يحتاج دعما من جهات عليا بالدولة».

«فريق الروبوت» يحلم بإنشاء شركة جماعية تعمل على إنتاج الروبوتات «نريد تأسيس شركة تساعد الناس، لأنه لا توجد شركات تصنع روبوتات، وجميع الشركات تقوم بالتركيب فقط.

"نقلا عن العدد الورقي..."
الجريدة الرسمية