رئيس التحرير
عصام كامل

تحدي التغيير!


كم من وقت ثمين أهدرته وأنت قابع خلف جهازك تصول وتجول بين مختلف مسميات مواقع التواصل الاجتماعي مناقشًا ومعلقًا على العديد من القضايا والمسائل غير الضرورية، التي لا يوجد أي نفع حقيقي يمكن أن يعود عليك من مناقشتها أو التعليق عليها، وكم من وقت ثمين آخر أضعته بمنتهى عدم حسن التقدير في إجراء واستقبال العديد من المكالمات التليفونية التافهة التي تعلم مسبقًا أنها غير مجدية ولا يوجد أي طائل مجد يُرجى من ورائها..


كم أهدرت من عمرك من وقت تَلعن فيه الظروف المحيطة بك، وتشعر على الدوام أن السبب الحقيقي لإخفاقك في تحقيق أحلامك وأمانيك هو "سوء الحظ"، أو"الأشخاص الظالمين"، أو"الدنيا غير العادلة" أو "نظام البلد الذي لا يعين على النجاح"، أو كل هذه العوامل مجتمعة..

ومع الأسف لم تنتبه وأنت تفعل كل ذلك أنك على خطأ بيّن لا لبس فيه، ولم تلتفت عيناك طوال مشوار حياتك (سواء عن عمد أو سوء تقدير) إلى العديد من النماذج الناجحة التي تحيط بك من كل جانب وتتشابه ظروفهم مع نفس ظروفك لكنهم "يفكرون" و"يتصرفون" بطريقة مختلفة عنك..

لأنهم لم يركنوا أبدًا إلى إلقاء اللوم على "العوامل الخارجية" وتسلحوا طوال الوقت بثقتهم وقدراتهم الذاتية المستمدة من ثقتهم أن الله جل وعلا يوفق بني البشر(دون أي تفرقة) كل من يأخذ بالأسباب دون تقاعس أو كلل، لذا فإنه من الأهمية القصوى أن تدرك أنه إذا لم "تغير" طريقة تفكيرك فإنك لن تتقدم إلى الأمام ولو قيد أنملة، وهنا تكمن قدرتك على مجابهة التحدي الحقيقي الذي يقف "حجر عثرة" دون بلوغك آمالك وأحلامك ألا وهو: "تحدي التغيير" (Challenge Of Change)..

والآية الكريمة "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" تخبرنا بذلك بكل وضوح، إذن فالطريق أمامك جلي ومحدد بكل دقة.. غير طريقة تفكيرك، وغير سلوكك، واكتسب تدريجيًا وتسلح بكل أسباب النجاح، وثق حينئذ أنك بالغ ومحقق لكل أهدافك وأحلامك وأمانيك مهما بلغت الصعوبات والتحديات بإذن الله.
الجريدة الرسمية