رئيس التحرير
عصام كامل

متحدث الرئاسة: قمة السيسي وبوتين اتسمت بالإيجابية وروح التعاون والصداقة.. الرئيس الروسي يدعم اتفاقية التجارة الحرة بين مصر والاتحاد الأوراسي.. والمنطقة الصناعية الروسية قاعدة انطلاق للأسواق الخارجية

السفير بسام راضي
السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية

أكد السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن مباحثات القمة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين اتسمت بالإيجابية وروح التعاون والصداقة، مشيرا إلى دعم الرئيس بوتين لاتفاقية التجارة الحرة بين مصر والاتحاد الأوراسي معتبرا أنها فرصة كبيرة لأن تكون مصر على علاقات اقتصادية مع هذا التجمع الهام بالمنطقة.


المنطقة الصناعية الروسية

وعن المنطقة الصناعية الروسية أوضح "راضي"، أنها لن تكون منطقة صناعية فقط لكنها ستكون فرصة كبيرة لتوطين عدد من الصناعات الجديدة في مصر وقاعدة انطلاق للأسواق الخارجية وخاصة في أفريقيا.

محطة الضبعة

وأشار المتحدث إلى تأكيدات الجانب الروسي على أهمية مشروع إنشاء محطة الضبعة النووية، مضيفا أن الدراسات الروسية تؤكد ملائمة الموقع الذي تم اختياره لإنشاء المشروع وجاهزيته.

عودة الطيران

وعن عودة الطيران الروسي أوضح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن المباحثات حول عودة الطيران توصلت لاتخاذ إجراءات بوتيرة جيدة على غرار ما تم مسبقا لرفع الحظر عن باقي المطارات المصرية.

وأعلن راضي أنه تم الاتفاق على زيادة التبادل الثقافي والمنح الدراسية، لافتا إلى أن هناك ١٥٠٠ طالب مصري يدرسون حاليا في روسيا.

وأكد السفير عن اهتمام الجانبين بالتعاون العسكري وفي مجال مكافحة الإرهاب، متطرقا إلى الشواغل المصرية من تحرك العناصر الإرهابية من سوريا وتحديدا إدلب، وما يتطلبه الأمر من تنسيق كبير وتبادل للمعلومات بين الجانبين.

قمة مصرية روسية

وعقد الرئيس عبد الفتاح السيسي، مباحثات على مستوى القمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمدينة سوتشي حيث استهلها الرئيس الروسي بالترحيب بالرئيس السيسي في روسيا صديقًا عزيزًا، معربًا عن تقدير بلاده لمصر قيادة وشعبًا، ومشيدًا بالعلاقات المتميزة التي تربط بين مصر وروسيا.

شراكة شاملة

وأكد الرئيس الروسي حرص بلاده على مواصلة الارتقاء بتلك العلاقات وتجديد الشراكة الإستراتيجية بين البلدين من خلال توقيع الرئيسين على اتفاق الشراكة الشاملة والتعاون الإستراتيجي، خاصة وأنه يتزامن مع احتفال البلدين الصديقين باليوبيل الماسي لبدء العلاقات الدبلوماسية بينهما التي أقيمت عام ١٩٤٣.

أعرب الرئيس الروسي عن تقدير بلاده لدور مصر في الشرق الأوسط كركيزة للاستقرار والأمن والسلام.

ووجه الرئيس السيسي الشكر للرئيس الروسي على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، مشيرًا إلى المباحثات المثمرة التي أجراها خلال اليومين الماضيين مع كبار المسئولين الروس وكذا زيارة المجلس الفيدرالي الروسي وإلقاء كلمة أمامه، مما يعكس خصوصية العلاقات المصرية الروسية ومدى تميزها.

وأشاد الرئيس بالانطلاقة القوية التي شهدتها العلاقات بين البلدين على مدار الأربعة أعوام الماضية، معربًا عن اهتمام مصر بتطويرها وتنميتها في كافة المجالات، ومشيرًا في هذا الصدد إلى أن توقيع اتفاق الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين يعد تتويجًا لمستوى العلاقات المتميزة بين البلدين، وتقنينًا للتعاون القائم بين مصر وشركائها الدوليين.

تعزيز العلاقات

وشهدت المباحثات تناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، حيث أشاد الرئيسان بتنامي حجم التبادل التجاري بين البلدين ووصوله نحو ٧ مليارات دولار لأول مرة.

وأعرب الرئيسان عن رضاهما بمستوى تقدم خطوات إنشاء محطة الضبعة النووية لتوليد الكهرباء باعتبارها أحد أهم الإنجازات في تاريخ العلاقات بين البلدين، وأشادا كذلك بتوقيع الاتفاقية الخاصة بإنشاء المنطقة الصناعية الروسية في شرق بورسعيد في مايو الماضي، والتي تمثل نقلة حقيقية في العلاقات الاقتصادية المصرية الروسية تتيح توطين الصناعة، موجهين الجهات المعنية في البلدين للعمل على سرعة تنفيذ هذا المشروع الواعد.

كما نوه الرئيس بوتين إلى عودة الطيران المباشر بين القاهرة وموسكو، مشيدًا بمستوى التعاون بين البلدين في هذا الصدد، ومعربًا عن تطلعه لعودة رحلات الطيران بين باقي المدن الروسية والمدن المصرية الأخرى في أسرع وقت.

تعاون ثقافي

وعلى صعيد التعاون الثقافي بين البلدين، اتفق الرئيسان على إعلان عام ٢٠٢٠ عامًا ثقافيًا بين مصر وروسيا، بحيث يشهد العديد من المناسبات الاحتفالية التي تعكس التواصل الثقافي والحضاري والفني بين البلدين والشعبين الصديقين.

وناقش الرئيسان سبل تعزيز التعاون بين روسيا والقارة الأفريقية في ضوء رئاسة مصر المرتقبة للاتحاد الأفريقي لعام ٢٠١٩.

القضايا الإقليمية

وتطرقت المباحثات إلى مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث توافقت وجهات نظر البلدين بشأن أهمية دعم جهود التسوية السياسية في سوريا، ومواصلة العمل على القضاء على الجماعات الإرهابية، ودعم مؤسسات الدولة، وتوسيع مناطق خفض التوتر، بهدف تهيئة الظروف المناسبة للمفاوضات السياسية، بما يحافظ على وحدة الأراضي السورية ويلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري الشقيق وينهي معاناته الإنسانية. وقد أشاد الرئيس الروسي في هذا الصدد بالدور الإيجابي الذي تقوم به مصر في تسوية الأزمات القائمة بمنطقة الشرق الأوسط.

الأوضاع الليبية

وتطرقت المباحثات بين الرئيسين كذلك إلى تطورات الأوضاع في ليبيا، حيث أوضح الرئيس لنظيره الروسي رؤية مصر للحل السياسي في ليبيا وجهودها من أجل توحيد المؤسسة العسكرية الليبية، لتمكينها من القيام بمهامها على نحو فعال.

وأكد الرئيس أن الاشتباكات الأخيرة في طرابلس أوضحت خطورة الاعتماد على الميليشيات في توفير الأمن، الذي يجب أن يكون مهمة حصرية للقوات الأمنية النظامية والجيش الوطني، مؤكدًا أهمية التزام المجتمع الدولي بالتنفيذ الكامل لمبادرة المبعوث الأممي "غسان سلامة" للحل في ليبيا بجميع عناصرها.

وتوافقت وجهتا نظر البلدين بشأن القضية الفلسطينية، حيث تم تأكيد ضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، على أساس حل الدولتين ووفقًا لحدود عام ١٩٦٧ ولأحكام القانون الدولي ومبادرة السلام العربية.

مجابهة الإرهاب

وخلال المباحثات تم أيضًا مناقشة جهود مكافحة الإرهاب، في ضوء ما يمثله من خطر كبير على المنطقة والعالم، حيث أكد الرئيس أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي لحصار ظاهرة الإرهاب على كافة المستويات، سواء فيما يتعلق بتمويل الجماعات الإرهابية وتزويدها بالسلاح والعناصر الإرهابية، مستعرضًا نتائج العملية الشاملة سيناء ٢٠١٨ والنجاحات الكبيرة التي حققتها في مكافحة الإرهاب.

وفي ختام المباحثات، وقع الرئيسان على اتفاقية تجديد الشراكة الشاملة والتعاون الإستراتيجي، كما شهدا توقيع وزيري خارجية الدولتين على مذكرة تفاهم لآلية المشاورات السياسية والإستراتيجية بين وزارتي الخارجية في البلدين، وأعقب ذلك المؤتمر الصحفي المشترك بين الرئيسين.

وبعد انتهاء المؤتمر الصحفي المشترك، أقام الرئيس بوتين مأدبة غداء رسمية على شرف الرئيس، وأعقب ذلك توجه الرئيسين لحلبة سباق السيارات في مدينة سوتشي حيث تفقدا مجموعة من أحدث سيارات شركة AURUS.




الجريدة الرسمية