تفاصيل كلمة السيسي خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع بوتين
تقدم الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، بالتعازي لروسيا في ضحايا التفجير الإرهابي الذي وقع اليوم.
وقال السيسي خلال المؤتمر الصحفي، الذي جمعه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في مدينة سوتشي الروسية: "أتقدم بأصدق التعازي لأسر الضحايا".
وخلال المؤتمر قدم السيسي الشكر للرئيس بوتين، على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، وأكد أنه سعيد بالزخم الكبير الذي اكتسبته العلاقات المصرية الروسية، على مدار الأعوام الأربعة الماضية، والإنجازات التي تحققت في مختلف المجالات، وعلى رأسها مشروع التعاون الضخم بين البلدين، المتمثل في اتفاقية إنشاء المحطة النووية في الضبعة، وهو المشروع الذي يعد دون شك، عنوانًا لنقلة نوعية في مستوى التعاون بين البلدين الصديقين.
وأشار إلى مشروع المنطقة الصناعية الروسية في شرق بورسعيد، الذي ينقل التعاون الاقتصادي بين البلدين، من مرحلة التبادل التجاري إلى مرحلة التعاون في التصنيع، مضيفا أنه يثق أنه سيفضي إلى طفرة حقيقية، في حجم ونوعية الاستثمارات الروسية المباشرة في مصر.
ولفت إلى أن الجهود المشتركة بين البلدين تكللت بالتوقيع على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة، التي سيكتب من خلالها فصلًا جديدا، على درب التعاون بين البلدين، وستفتح آفاقًا ممتدة، للارتقاء بمستوى العلاقات الثنائية الشراكة الاستراتيجية.
وأوضح أنه اتفق مع بوتين على إعلان عام 2020 عامًا ثقافيًا بين مصر وروسيا، وقال: "نأمل أن يشهد هذا العام، العديد من المناسبات الاحتفالية، التي تعكس التواصل الثقافي والحضاري والفني بين البلدين والشعبين الصديقين".
وأكد السيسي أن مصر وروسيا، تتعاونان في تأمين مستقبل أفضل لشعبيهما، وقال: "إن التنسيق بيننا يمتد، ليشمل تناول المستجدات الإقليمية في المنطقة، إيمانًا منا بالأهمية القصوى، لاستعادة الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، بشكلٍ يُحقق مصالح شعوبها، ويضمن مستقبلًا أفضل لشبابها، بعد المعاناة الطويلة من قسوة الحرب وما تسببت فيه من دمار".
وأضاف السيسي أنه تطرق في حواره مع بوتين إلى القضية الفلسطينية، وقال: "لمسنا التقارب الكبير في مواقف مصر وروسيا إزاء عملية السلام الفلسطينية-الإسرائيلية، لا سيما تأكيد الثوابت، المتمثلة في ضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، على أساس حل الدولتين، ووفقًا لحدود عام 1967 ولأحكام القانون الدولي، ومبادرة السلام العربية".
وأشار إلى أن تطورات الأوضاع في سوريا، حصلت على حيز مهم من النقاش، وقال: "اتفقنا على أهمية مواصلة التشاور والتنسيق بين مصر وروسيا، حول هذا الملف الحيوي، والعمل على تفادي المزيد من التصعيد الميداني في سوريا، بالتوازي مع بحث سبل دعم الحل السياسي".
وأكد أنه اتفق مع بوتين على أهمية تشجيع المبعوث الأممي، على إطلاق عمل لجنة صياغة الدستور في أقرب فرصة، كخطوة مهمة، لتهيئة الظروف المناسبة لاستئناف المفاوضات السياسية، وصولًا إلى حل سياسي شامل، يُحقق الطموحات المشروعة للشعب السوري الشقيق، ويحافظ على وحدة الدولة السورية وسلامتها الإقليمية.
ولفت إلى أن المباحثات تطرقت، إلى مستجدات الأزمة الليبية على الصعيدين السياسي والأمني، وقال: "تبادلنا التقييم حول جميع الاتصالات والتحركات، التي تقوم بها مختلف الأطراف الفاعلة في ليبيا".
وأضاف: "حرصت على إحاطة الرئيس بوتين برؤية مصر، إزاء الحل السياسي في ليبيا، والجهود المبذولة من القاهرة، على صعيد توحيد المؤسسة العسكرية الليبية، لتمكينها من القيام بمهامها بفاعلية".
وأكد أنه ناقش مع الرئيس الروسي تداعيات الاشتباكات الأخيرة، التي شهدتها مدينة طرابلس، وما أظهرته من خطورة الاعتماد على الميليشيات في توفير الأمن، الذي يجب أن يكون مهمة حصرية، للقوات الأمنية النظامية والجيش الوطني.
وقال: "أكدنا أهمية التزام المجتمع الدولي، بالتنفيذ الكامل، لمبادرة المبعوث الأممي غسان سلامة للحل في ليبيا، بجميع عناصرها، وما يتطلبه ذلك من تجنب الدخول في مسارات موازية للحل، لن تُفضي إلا لإطالة الأزمة، وتوسيع هوة الخلاف في الرؤى بين الأطراف المعنية، كونها لا تحظى بالضرورة بتوافق ليبي أو دولي".
وأوضح السيسي أنه اتفق مع بوتين على أهمية تعزيز تبادل المعلومات بين الأجهزة المختصة، اتصالًا بجهود التصدي للإرهاب، خاصةً فيما يتعلق بانتقال الإرهابيين، من مناطق عدم الاستقرار إلى دول أخرى، وارتكابهم لأعمال إرهابية في تلك الدول.
وقال: "أكدنا كذلك، ضرورة منع الدول لمرور هؤلاء الإرهابيين عبر أراضيها، وتبادل المعلومات بشأنهم مع جميع الدول الأخرى، والمنظمات الدولية المعنية، كما أكدتُ انفتاح مصر للتعاون المكثف مع روسيا في هذا المجال، باعتبار البلدين شريكين تقليديين، تجمعهما رؤية واضحة ومشتركة، إزاء هذا التحدي الخطير على استقرار المنطقة، كما قمت باستعراض نتائج العملية الشاملة سيناء 2018، والنجاحات الفائقة التي حققتها، في إطار جهود مصر في مكافحة الإرهاب".