«طواجن الفخار».. ميكرويف الغلابة وزينة سفرة الكبار في قنا (صور)
يستقبل أهالي قرى محافظة قنا موسم الشتاء والأمطار والبرد القارص بشراء طواجن الفخار، التي تعد أحد أهم الأدوات التي تتزين بها سفرة العائلات والقبائل، وميكرويف الغلابة لحفظ الطعام ساخن، وخلال هذه الأيام يقبل الجميع على الشراء، حتى الصعايدة الذين يعيشون في محافظات الوجه البحري يرسلون لطلب شرائه.
وقال الحاج محمود الضوي:" تربينا على الأواني الفخارية، وفي بداية الشتاء أهلنا كانوا يرسلون إلى بعض النجوع في بمختلف قرى مراكز المحافظة الشهيرة ببيع الفخار لشرائه استعدادا لموسم الشتاء، وكانت في فترة الستينيات والسبعينيات لدينا أكلات مشهورة منها طاجن البامية وقسط اللحم الضاني، والتي كانت تسوى بـ"الكانون" أو الفرن البلدي، وتقدم ساخنة للتدفئة في فترات البرد القارص من فصل الشتاء".
كما أضافت زينب محمد، البالغة من العمر 65 عاما: "الصعيد كان يشتهر بالفخار والعروس عن زوجها يتم تحضير جزء كبير من أدوات المطبخ من أواني الفخار، وأتذكر واقعة لأحد الجيران الذين طلبوا في جهاز العروس أواني فخارية من أحد نجوع قرى مركز نقادة، ووقتها كانت وسائل المواصلات صعبة ليست متوفرة مثل هذه الأيام، واستعانوا بالجمال لإحضارها لقرية العروس في مركز قفط".
وألقت سناء سليمان، ربة منزل، أطراف الحديث وقالت:" لا زلت أستعمل الطاجن والقسط لطهي الطعام، وابنتي تزوجت في القاهرة وكل فترة ترسل لي لشراء الطاجن لها ولجيرانها"، مشيرة إلى أن الطاجن بالنسبة لها ولمعظم أبناء الصعيد أفضل من الميكرويف في احتفاظ الطعام بدرجة حرارته.
وأوضحت أن والدتها كانت تطهو لهم البطاطس المسلوقة بالسمن البلدي في ليل الشتاء للعشاء، وإلى جوارها العيش البلدي الصعيدي.
"لم يتأثر بظهور العديد من الأواني الحديثة".. بتلك الكلمات بدأ الحاج طه سعيد، بائع فخار، حديثه معنا قائلا:" هو الملك في كل وقت.. ولم نتأثر بظهور الأواني الحديثة، بل بالعكس ارتفاع أسعار الأدوات الحديثة أعاد إلينا المجد من جديد.. ورغم قلة الطلب في فترة ماضية إلا أن الأمر اختلف كثيرا هذه الأيام".
واتفق منسي على، بائع فخار، مع الحاج سعيد وقال إن الفخار مثل الذهب تزيد قيمته، وفي الفترة الأخيرة زاد الطلب على جميع المنتجات والصناع تفنوا في صناعة العديد من الأواني، منوها إلى أن الفخار من الأدوات الصحية في طهي الطعام ولا يتسبب في بعض الأمراض مثل التي تسببها بعض الأواني الحديثة.