إعفاء الإعلاميين من رسوم تصوير احتفالية تعامد الشمس على معبد أبو سمبل
قررت وزارة الآثار إعفاء جميع الإعلاميين والصحفيين ووكالات الأنباء المصرية والعالمية من رسوم تصوير احتفالية تعامد الشمس على معبد أبو سمبل والذي تنظمها وزارة الآثار برعاية إحدى الشركات الخاصة المصرية، وذلك بمناسبة مرور ٥٠ عاما على مشروع إنقاذ معبدي أبو سمبل.
يذكر أن معبد أبو سمبل تم بناؤه على يد رمسيس الثاني ويمثل إعجاز المصريين القدماء في علوم الفلك والهندسة والعمارة، ومن الإعجاز أن حجرة قدس الأقداس التي تزخر بأربعة تماثيل الأول من جهة الشمال للإله راع حاراختي، والملك رمسيس الثاني، وتمثال الإله آمون، وأخيرا تمثال للإله بتاح وهو إله الموت أو العالم الآخر، والإعجاز الحقيقي في أن الشمس تنير أوجه أول ثلاثة تماثيل وقت حدوث ظاهرة التعامد مرتين بالعام، وتأبى التعامد على وجه تمثال إله الموت، وذلك لأنه كان في اعتقاد المصرى القديم أنه من الضرورى أن يظل الإله بتاح في الظلام وعند إنارته يدل ذلك على نهاية العالم.
وقمة الإعجاز هو التحكم في عدم سطوع الشمس على وجه إله الموت بهذه الصورة، وتاريخ المعبد يكشف كيف كان يكن المصريين القدماء في عهد رمسيس الثاني كل التقدير للنساء، وخير دليل على ذلك هو أن يشيد الملك رمسيس الثانى معبد مجاور لزوجته الملكة نفرتارى، على بعد 150 مترا من معبده.
ومن العجائب التي يزخر بها معبد أبو سمبل، هو كواليس عملية النقل التي تمت في عام 1964، بعد بناء بحيرة ناصر والتي تعتبر أكبر بحيرة صناعية بالعالم، تعرض المعبد للغرق وبدأت النداءات بإنقاذ آثار النوبة، وبالفعل استجاب معظم دول العالم لنداء منظمة اليونسكو وتم جمع نحو 42 مليون دولار من مختلف بلدان العالم لنقل المعبد حفاظا عليه من الغرق.
وفكرة نقل المعبد من خلال تقطيع أجزائه إلى بلوكات وقطع حجرية كانت للنحات أحمد عثمان، أول عميد لكلية الفنون الجميلة بالإسكندرية، وذلك بعد أن تقدمت فرنسا باقتراح بنقل المعبد من خلال قطع الجبلين المنحوت عليهم التماثيل ونقلهم بشكل كامل، إلا أن هذا الاقتراح رفض لصعوبة نقل هذه الأوزان، كما تقدمت إيطاليا باقتراح بعمل بلورة زجاج تحيط به من الماء ويتمكن الزائر من زيارته عبر انبوبة تحت الماء، إلا أنه تم رفض الاقتراح وتم الموافقة على اقتراح النحات المصرى، وبالفعل تم قطع التماثيل إلى كتل حجرية بشكل معين وترقيمها، وعند نقل المعبد تم تشييد القطع بشكل عكسى حيث تم البدء في تشييد قطع حجرة قدس الأقداس لتنتهى بتشييد صرح المعبد.
ومن ضمن العجائب التي يزخر بها أيضا هو بناء قبة خرسانية قطرها يبلغ 65 مترا، وارتفاعها 23 مترا والتي تعتبر بمثابة حماية لتماثيل المعبد، فضلا عن أنها تعد أضخم قبة خرسانية بالعالم، وتم بناؤها بدقة معمارية فائقة لتحمل أعلى درجات الزلزال، وإذا تعرض المعبد لزلزال بقوة 10 ريختر لم تتأثر هذه القبة به.
ويرجع تاريخ المعبد إلى 2400 عام قبل الميلاد، وتم اختيار المعبد في مدينة أبو سمبل نظرا لأنها تعتبر آخر حدود مصر الجنوبية، فكانت أغلب الأعداء يأتون من السودان أو بلاد النوبة، فتم تشييد المعبد بهذه التماثيل الضخمة حتى يبث الرعب داخل قلوب الأعداء فيفرون، كما تم اختياره أيضا لتخليد معركة قادش أهم المعارك التي خاضها الملك رمسيس الثاني خلال فترة حكمه.