رئيس التحرير
عصام كامل

تفاصيل مشروع ترميم مسجد الظاهر بيبرس بتكلفة 100 مليون جنيه (صور)

فيتو

قال الدكتور خالد العناني، وزير الآثار، إن الوزارة ستعمل على إنجاز المشروع بالصورة التي تليق بالقيمة التاريخية والدينية والفنية والسياسية لمسجد الظاهر بيبرس مع الحفاظ على الطابع الأثري والمعماري له، وأن الوزارة حريصة على عدم توقف مشروع الترميم. وشكر الوزير شركة المقاولون العرب والتي لم تترك موقع الجامع خلال سنوات التوقف، واستمرت في شفط المياه الجوفية منه بالطلبات الخاصة بها.


وأشار "العناني" أنه منذ توليه وزارة الآثار قابل سفير كازاخستان بالقاهرة والتي تربطنا بها علاقات صداقة قوية للعمل على حل كافة العقبات والمشكلات التي قابلت المشروع، وفعلا خلال العام والنصف الماضية تم حل كافة العقبات واستأنفت الأعمال بالمشروع، كما تم الاتفاق على فروق الأسعار نظرا لتغيير سعر الصرف.

وأضاف أن مشروع الترميم سيأخذ وقت لأن الشغل في الآثار يتطلب مهارات وتقنية ذات طابع خاص واستخدامات يدوية كما أن الطابع المعماري للمسجد يتطلب استخدام مواد معينة تحتاج إلى تصنيع خاص، مشيرا إلى أن المسجد في حالة سيئة من الحفظ حيث واجهته مشكلات مالية وفنية وأثرية في أعمال الترميم، مما أدى إلى توقفه.

وعبر سفير كازاخستان عن شكره وتقديره للحكومة المصرية وشركة المقاولين العرب للاهتمام بالمشروع وما يبذلونه من جهد وعمل لاستئناف العمل بالمشروع، لافتا إلى ما يجسده هذا المسجد من قيمة تاريخية ودينية للشعب الكازاخستاني حيث إن ١٢٠ ألف سائح كازاخستاني يزورون مصر كل عام ويتوجهون إلى الجامع قبل زيارة الأهرامات فهو وجهتهم الأولى بين المعالم الأثرية في مصر.

وأوضح محمد عبد العزيز مدير عام مشروع القاهرة التاريخية أنه من المتوقع الانتهاء من أعمال ترميم المسجد ما بين عام إلى عام ونصف، حيث تم الانتهاء من عمل كافة الدراسات الخاصة بالمشروع من قبل لجنة مختصة ومشكلة من وزارة الآثار ووزارة الإسكان وهيئة الخدمات الحكومية وشركة المقاولون العرب، والتي أقرت الأسعار التعاقدية والاعتماد المالي للمشروع بمبلغ 100 مليون جنيه، وساهمت دولة كازاخستان في تمويل المشروع بمنحة مقدارها 4.5 ملايين دولار.

وأضاف عبد العزيز أنه تم البدء في المشروع حيث جارٍ إزالة الحشائش الموجودة بالمسجد وتزويد الجامع بالطلمبات اللازمة لشفط المياه الجوفية التي غمرت المنطقة، كما سيتم استئناف أعمال الترميم متضمنة أعمال تخفيض منسوب المياه الجوفية بالمسجد، بالإضافة إلى كافة الأعمال الإنشائية وترميم الأجزاء القديمة بإيوان القبلة، بالإضافة إلى أعمال الترميم الدقيق والمعماري، واستبدال الأحجار التالفة والمتهالكة، وتغيير نظم الإضاءة.

وأكد عبد العزيز أن العمل بالمسجد قد توقف منذ عام 2011 تماما بسبب مشكلات فنية في أعمال الترميم، واستخدام مواد غير مطابقة للمواصفات الفنية والأثرية طبقا لرأي اللجنة الدائمة حيث تم استخدام الطوب الوردي غير المطابق للمواصفات الفنية والأثرية في إعادة بناء أكتاف وعقود الإيوانات المفقودة، وبناء عليه تم عرض الأمر على اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية والتي قررت في أكثر من اجتماع لها اعتماد استخدام الطوب الطفلي في أعمال الترميم وبناء الأكتاف والعقود بإيوانات المسجد بدلًا من الطوب الوردي.

ويذكر أن مسجد الظاهر بيبرس أنشأه السلطان المملوكي الظاهر بيبرس بن عبد الله البندقداري في الفترة من 665 - 667 هـ ( 1266 - 1268م)، وهو المؤسس الحقيقي لدولة المماليك البحرية، وينسب إليه حتى الآن أحد أحياء القاهرة، وهو حي الظاهر الذي يوجد به جامعة. كان الظاهر بيبرس مملوكا للسلطان الصالح نجم الدين أيوب حيث جلب من الأراضي الواقعة بالقرب من جبال الأورال ( كازاخستان حاليًا) وترقى إلى أعلى المناصب وأصبح قائدًا ماهرًا وسياسيًا ذكيًا، تولى السلطنة 1260 - 1277م، هزم المغول في بيرة 1272م، ودخل في حروب مع الفرنج في فلسطين، وامتد ملكه إلى ما وراء حدود مصر وسوريا وبلاد العرب.

أما عن تخطيط المسجد فهو يشبه تخطيط جامع أحمد بن طولون إلى حد كبير، بحيث يبلغ طول الجامع 108م وعرضه 105م ويتكون من صحن يحيط به أربعة إيوانات تعلو المحراب قبة طول ضلعها 20م، وهي أكبر قبة أقيمت فوق محراب، يمتاز الجامع بوجود ثلاث مداخل محورية بارزة عن الواجهات الثلاث ما عدا الواجهة الجنوبية الشرقية، وهي ثاني مثال للأبواب البارزة بجوامع القاهرة بعد جامع الحاكم، وقد استعملت فيها مداميك الحجر الأبيض والأحمر على التوالي.

واستعمل بيبرس في بناء جامعه رخاما وأخشابا أحضرها من قلعة يافا بعد أن دمر هذه المدينة هي وأنطاكيا سنة 1267م/ 666هـ، يوجد المدخل الرئيسي للجامع في منتصف الواجهة الشمالية الغربية، وتغطي ساحة المدخل الرئيسي قبة، وكانت تعلوه مئذنة تهدمت.

واستولى الفرنسيون على الجامع أثناء الحملة الفرنسية 1798 - 1801م وحولوه إلى قلعة وجعلوا من مئذنته بُرجًا دفاعيًا ونصبوا المدافع على أسواره، وسكنته طائفة من الجنود الفرنسيين فكان ذلك سببًا في تخربه وتهدم مئذنته.

وفي أيام محمد على باشا تحول جامع الظاهر إلى مصنع للصابون كما أخذت منه أعمدة وأحجار استخدمت لبناء رواق الشراقوة في الجامع الأزهر. وبعد الاحتلال البريطاني لمصر سنة 1881 قام المحتلون بتحويل الجامع إلى مذبح، ولذلك عرفت المنطقة التي بها الجامع لدى عامة الناس باسم "مذبح الإنجليز" حتى الخمسينيات من القرن العشرين، وقد جدد الجامع السلطان المملوكي جمقمق سنة 842 هـ (1438م)، الجامع كائن بميدان الظاهر بالعباسية ويتبع منطقة آثار شمال القاهرة.

وكان الدكتور خالد العناني وزير الآثار، تفقد مسجد الظاهر بيبرس بمنطقة الظاهر، وذلك للوقوف على أعمال بدء مشروع ترميم وإعادة إعمار المسجد والذي كانت بدأته الوزارة في يوليو 2007، ثم توقف منذ عام 2011.

رافقه خلال الجولة المهندس محسن صلاح رئيس مجلس إدارة شركة المقاولون العرب، والسفير الكازاخستاني بالقاهرة، والنائب محمد حامد عضو مجلس النواب، والدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والعميد هشام سمير مساعد وزير الآثار للشئون الهندسية ومحمد عبدالعزيز مدير عام مشروع القاهرة التاريخية.
الجريدة الرسمية