«تحسين أنماط الإنتاج المستدام بقطاع الزراعة» دراسة لمعهد التخطيط
أصدر معهد التخطيط القومي برئاسة الدكتور علاء زهران رئيس المعهد دراسة بعنوان "نحو تحسين أنماط الإنتاج المستدام بقطاع الزراعة في مصر".
وتهدف الدراسة الحالية إلى محاولة قياس أوضاع الاستدامة الزراعية على المستوى الوطني، وعلى مستوى المزرعة في مصر بما يساعد صانعي السياسات ومتخذي القرارات والمهتمين والمنتجين لاتخاذ المناسب من السياسات والإجراءات، وأيضًا من البرامج والمشروعات التنفيذية، والإصلاحات المؤسسية من أجل بلوغ مستويات أفضل للاستدامة على مستوى القطاع الزراعي ككل.
واعتمدت الدراسة في سبيل تحقيق أهدافها على المنهج الوصفي التحليلي، وعلى إجراء دراسة ميدانية لاستيفاء بيانات استمارة استبيان (التي اعتمدت بصفة رئيسية على الأسئلة الواردة بالأداة SAFA الصادرة عن منظمة الفاو عام 2003) من عينة استطلاعية لمجموعة من مزارع مختلفة الأحجام (66 مزرعة)، موزعة على محافظات الشرقية والجيزة والمنيا وذلك للوقوف على مدى التزامهم بممارسة الزراعة المستدامة بأبعادها المختلفة.
وأكدت الدراسة أنه لتقييم استدامة القطاع الزراعي في مصر على المستوى الوطني العام تم تجميع وتحليل مجموعة من المؤشرات بلغ عددها 45 مؤشرًا، منها 14 مؤشر خاص بالموارد المائية، وسبعة مؤشرات خاصة بالموارد الأرضية، وستة مؤشرات خاصة بالبعد الاجتماعي، وعشرة مؤشرات خاصة بالبعد الاقتصادي، وثمانية مؤشرات خاصة بالبعد البيئي.
وأسفرت نتائج تحليل تلك المؤشرات الموزعة على خمسة مجموعات (تعكس الأبعاد المختلفة للاستدامة) عن أن حالة التعادل النسبي فيما بين المؤشرات ذات الأثر الإيجابي والأخرى ذات الأثر السلبي من منظور الاستدامة تنسحب على كل من مجموعة المؤشرات الخاصة بالموارد المائية، ومجموعة المؤشرات الخاصة بالبعد الاقتصادي للاستدامة.
وفي مجموعة المؤشرات الخاصة بالبعد البيئي للاستدامة يزداد بدرجة ملحوظة عدد المؤشرات ذات الآثار الإيجابية بالمقارنة بنظيرتها ذات الآثار السلبية من منظور الاستدامة، في مجموعة المؤشرات الخاصة بالبعد الاجتماعي ترجح إلى حد ما كفة المؤشرات ذات الآثار السلبية على نظيرتها ذات الآثار الإيجابية، أما مجموعة المؤشرات الخاصة بالموارد الأرضية فتلاحظ زيادة عدد المؤشرات ذات الآثار السلبية على نظيرتها ذات الآثار الإيجابية من منظور الاستدامة.
أما نتائج تقييم الأداء المستدام على مستوى المزرعة، فأشارت إلى أن محصلة جميع ممارسات تطبيق كل من بعد الحوكمة، والبعد البيئي، والبعد الاقتصادي، والبعد الاجتماعي، كانت متوسطة بكل من المزارع القزمية والصغيرة والمتوسطة وكانت مرتفعة بالمزارع الكبيرة. كما أن متوسط جميع ممارسات الأداء المرتبطة بالأبعاد الأربعة (الحوكمة، البيئي، الاقتصادي، الاجتماعي) مجتمعة كان متوسطًا (أصفر) بالمزارع القزمية والصغيرة والمتوسطة، ومرتفعًا (أحمر) بالمزارع الكبيرة.
وتؤكد نتيجة تقييم الأداء على المستوى الوطني وعلى مستوى المزرعة أنه ما زال هناك مجال واسع أمام المسئولين والتنفيذيين في مصر لتحسين مستويات الأداء المستدام، وهو الأمر الواجب العمل على وضع أولويات لتحقيقه وفقًا لدرجة تقييم ممارسة الأداء المستدام بالأبعاد المختلفة وخاصة بالمزارع الصغيرة والمتوسطة.
وشارك في إعداد الدراسة الدكتور علاء الدين محمود زهران مصطفى، رئيس المعهد، والدكتور خالد عبد العزيز عطية، مدير مركز، والدكتور عبد العزيز إبراهيم عبد العزيز تاج الدين، أستاذ متفرغ، والدكتور هدى محمد صالح النمر، أستاذ متفرغ، والدكتور وحيد على مجاهد، أستاذ متفرغ.