رئيس التحرير
عصام كامل

«10 أيام في دار مناسبات».. مأساة مسن وزوجته بلا منزل بعد حريق «الراشدة»

فيتو

«مسئولين راحو ومسئولين جم ومحدش سأل فينا»، هكذا بدأ فتحي حسني معاناته التي وقع فيها، جراء حريق قرية الراشدة التابعة لمركز الداخلة بمحافظة الوادي الجديد، والذي اندلع في القرية منذ 10 أيام، وتسبب في أضرار كبيرة للمزارعين الذين تفحمت مزارعهم، والمواطنين الذين أضيرت منازلهم من النيران.


فتحي الذي يبلغ من العمر 63 عاما، أكد أنه وزوجته يعيشان في دار مناسبات، بعد الحريق الذي وقع بالقرية والتهم الأخضر واليابس، لافتا إلى أنهم أوضاعهم سيئة للغاية، بعدما تخلت عنه المحافظة والحكومة، الذين اكتفوا فقط بإخماد الحريق دون مساعدة المتضررين منه، أو حتى متابعتهم ومعرفة احتياجاتهم.

وأكد فتحي أنه التقى باللواء محمد الزملوط محافظ الوادي الجديد، عقب السيطرة على الحريق، والذي التهم الجزء الخلفي من منزله المشيد بالطوب اللبن، وتسببت مياه الإطفاء في تهدم أجزاء كبيرة منه، جعلته غير صالح للسكن، ومصدر تهديد لمن يعيش بداخله، مضيفا أن المحافظ وعده بتدبير سكن له ولأسرته في أسرع حال، نظرا لظروفهم الصعبة حتى الآن لم يتلقوا مساعدة من أحد.

وأضاف فتحي أنه طوال الأيام القليلة الماضية، كان مهددا بالطرد هو وزوجته من دار المناسبات، في حال إقامة أي مناسبة داخل الدار، واضطر اليوم إلى العودة إلى منزله المهدد بالسقوط في أي وقت عليهم، مضيفا أن أثاث المنزل أغلبه دمر سواء في الحريق والمياه، أو عملية نقله من مكان إلى الأخر.

وأشار فتحي أنه بالرغم من ظروفه الصعبة، إلا أنه لم يتخيل أنه يأتي يوما وينام هو وزوجته على سجادة مفروشة في الأرض بدار مناسبات، ويكونون مشردين بعيدا عن منزلهم، لافتا أنه طوال الأيام الماضية لم يستطع النوم من كثرة الظروف التي مر بها، كما أنه رفض أي مساعدة مقدمة له من أهالي القرية.

وأضاف فتحي أنه واحد من عدة أسر تضررت من الحريق، ولم تعوضهم المحافظة أو الحكومة، لافتا أن فصل الشتاء سوف يحل عليهم خلال أيام قليلة وهم دون مأوى، مناشدا اللواء محمد الزملوط  بضرورة التدخل، وتقديم المساعدة لهم، خاصة أن أغلبهم لن يستطيعوا إعادة ترميم منازلهم، أو إعادة بنائها على نفقتهم الخاصة، حتى إن كانوا موظفين في الحكومة، نظرا لارتفاع التكاليف وظروف الحياة.

جدير بالذكر، أن حريق هائل اندلع بقرية الراشدة التابعة لمركز الداخلة بمحافظة الوادي الجديد، يوم الجمعة قبل الماضي، حيث التهمت النيران ما يقارب من 20 ألف نخلة، على مساحة 150 فدانا، واستغرقت عملية السيطرة على النيران نحو 15 ساعة متواصلة، فيما قامت القوات المسلحة بالدفع بــ4 طائرات عسكرية للمشاركة في عملية إخماد النيران.

كما تم الدفع بــ30 سيارة إطفاء من محافظات سوهاج وأسيوط، وتضرر من الحريق عدد من الأسر التي التهمت النيران أجزاء من منازلها، وتسببت مياه الإطفاء في تهدم أجزاء منها، كما أصيب نحو 40 آخرين بإصابات متفرقة.
الجريدة الرسمية