مات السادات.. ومصر باقية قوية وشامخة
في الذكرى الـ45 لنصر أكتوبر المجيد، لابد أن نتذكر الرئيس الراحل محمد أنور السادات الذي أقدم على اتخاذ قرار مصيري له ولمصر، وهو قرار الحرب ضد إسرائيل، والتي بدأت في السادس من أكتوبر 1973، فقاد مصر إلى أول انتصار عسكري ضد العدو الصهيوني.. لقد كانت فترة حكم السادات التي امتدت 11 عامًا من أصعب الفترات التي مرت على الوطن، لكنه استطاع بجرأته وحنكته ودهائه السياسي أن يتغلب على كافة الصعاب ويعيد بناء الجيش، فهو يدرك أنه لا مناص من مواجهة العدو وقهره، لاستعادة العزة والكرامة والأرض التي فقدناها بعد نكسة 67..
لقد نجح السادات في تحطيم أسطورة الجيش الذي لا يقهر، واقتحم خط بارليف المنيع، واستردت مصر أراضي سيناء، وبجرأته المعهودة زار القدس لدفع عملية السلام، وألقي خطابًا حماسيًا في الكنيست، وبعدها بدأ التفاوض خلال رحلة لأمريكا لاسترداد الأرض وتحقيق السلام، وبعد توقيع الاتفاقية أطلق على السادات بطل الحرب والسلام ونال جائزة نوبل للسلام..
لقد كانت أيام حرية السادات معدودة ما بين السجن والطرد من الجيش، ولكنه استفاد من كل هذه التجارب التي مرت به في حياته السياسية، والتي أهلته ليكون ثالث رئيس لمصر، وهذا لم يعجب البعض فكان قراره بالقضاء على مراكز القوى في 15 مايو 1971، وهو ما عرف بثورة التصحيح، وفي العام الثاني استغني عما يقرب من 17 ألف خبير روسي ليخوض الحرب بخير أجناد الأرض..
ولأنهم قتلة وسفاحون وأياديهم ملطخة بالدماء الزكية وكارهون للوطن، فقد تم اغتيال السادات في يوم ذكرى انتصاره في عام 1981، لتفقد مصر أحد رجالها الأشداء والمخلصين لتراب هذا الوطن على أيدي جماعة الإخوان الإرهابية، التي كثيرًا ماتباهت باغتيال الرئيس، وقد وصل فجورهم أن يحضر بعض من تورطوا في قتله احتفال مصر بذكرى النصر في 2012، خلال اعتلاء محمد مرسي الخائن حكم مصر في العام المشئوم..
لقد مات السادات ولكن مصر باقية شامخة وقوية، وإنجازات الشهيد لا يمكن لأحد أن يطمسها لأنها خالدة.. رحم الله بطل الحرب والسلام.