نص بيان مصر في ختام مؤتمر وزراء الثقافة العرب بالقاهرة
ألقى الدكتور سعيد المصري، أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، بيان مصر في الجلسة الختامية لفعاليات الدورة الـ21 لمؤتمر الوزراء المسئولين عن الثقافة في الوطن العربي، والذي استضافته القاهرة يومي 14 و15 أكتوبر.
وجاء نص البيان كالتالي:
«إن الدورة الواحدة والعشرين لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشئون الثقافية في الوطن العربي، تنعقد في جو يتسم بتحديات كبرى تواجه السياسات الثقافية في البلدان العربية، وهو ما يبرر اختيار (المشروع الثقافي العربي أمام التحديات الراهنة) موضوعًا رئيسًا لهذه الدورة.
وإذا كان المقصود بهذا المشروع الثقافي العربي، تلك البوصلة المؤدية إلى رؤى حضارية جامعة؛ فمن نافلة القول إن التحديات الراهنة، موضوع هذا المشروع كثيرة ومتنوعة، تتفاقم سطوتها سنةً بعد سنة، ومن جملتها ما يؤثر مباشرة في الحقل الثقافي بمفهومه الواسع، وهي التي تعني هذا المشروع الثقافي العربي، انطلاقًا من راهن التحديات الثقافية الداخلية للدول العربية، وأخذًا بالاعتبار واقع التحديات الثقافية العالمية».
«إن تحول العالم إلى قرية كونية تتسم بتسارع حركة الإنسان، فرض تحولًا جذريًا في مفهوم الحدود الجغرافية والفكرية، حيث تجلى ذلك في أنماط العيش والبناء والتفكير.. في تحولٍ بنيويٍ خَلْخَلَ البناء الهوياتي للأفراد والجماعات، وأضعف المضامين المعرفية والإبداعية والعلمية العربية، إذ لا يمكن تحصين الذات الحضارية العربية ضد الاختراقات الغربية المهيمنة، دونما قدرة حقيقية على إنتاج هذه المضامين وتخليصها من هيمنة العولمة الثقافية المُنَمطة لجلّ الممارسات الثقافية، خصوصًا لدى الشباب العربي، ما يوسّع الهوّة بينه وبين موروثه وتراثه ومقومات هويته جيلًا بعد جيل.
وقد أخذ إعداد المشروع الثقافي العربي في الاعتبار، كَوْنُ أقوى تحدياته تكمن أساسًا في مَغبة التناقض والاختلافات الموصلة إلى الصراع بين الشعوب، وهي النظرية الغربية التي تروّج لصراع الثقافات المزعوم، والذي سُخرت له آلة إعلامية غربية كاسرة، تواصل تغذيته منابر إعلامية غربية مؤثرة، من خلال مواضيع يتم اجترارها عن عمد. ويدعو هذا الصراع المفتعل، دول العالم العربي إلى جعل أحد الأهداف الإستراتيجية لمشروعها الثقافي تصحيح الأفكار النمطية السلبية إزاء ثقافاتها، وتعزيز ثقافة التواصل والحوار والتعاون مع كل المنابر الثقافية الفاعلة، وغير المغرضة، في دول العالم.. وهو الواقع الذي تتفرع منه سلسلة من التحديات، تدعو هذا المشروع الثقافي العربي لجعل مواجهتها في صلب اهتماماته».
«وبناءً على ذلك نوصي بـ:
- دعوة الدول العربية إلى بذل الجهود لتنفيذ إصلاحٍ ثقافي شامل يؤسس سياساتها الثقافية على تشخيصٍ دقيق لواقع الإنتاج والممارسات الثقافية.
- دعوة الدول العربية إلى تعزيز مكانة المعرفة وما يرتبط بها من صناعات إبداعية خلاقة، بما يجعلها قادرة على المشاركة في منظومة الإنتاج المعرفي العالمي، مع المحافظة على خصوصيات كيانها الثقافي والحضاري.