«حكاية أصغر وزيرة في مصر».. مي صلاح تتولى المنصب 24 ساعة: حلمت بالوزارة من صغري.. نصيحة والدتي تلازمني.. الأم: عملت جمعية عشان أجيب لها لاب توب.. وغادة والي تختارها لموقعها (فيديو)
«الأمل لا يأتي من فراغ ولا يولد من العدم» حكمة تمر على مسامعنا مرور الكرام، فيما لازمت العظماء سلم الصعود بعد ميلادهم من رحم الصعاب، بمزج الأمل بالاجتهاد وهذا ما فعلته مي صلاح "وزيرة اليوم الواحد" والتي اختارتها الدكتورة غادة والي وزيرة التضامن لتكون وزيرة ليوم واحد لتمكين المرأة.
بين ليلة وضُحاها أصبحت "الوزيرة مي" حديث الشعب المصري، لشغلها المنصب بقرار صاحبته.. بعد تخرجها من كلية الفنون الجميلة بأشهر دعتها الوزيرة غادة والي في اليوم العالمي للفتاة وهي لم تكمل عامها 23 بعد، لتُشتهر بلقب «أصغر وزيرة في مصر» ولسان حالها يقول إنها وإن لم تصبح وزيرة حقا، وأن منصبها يوم واحد على سبيل التكريم لكن الحلم والاجتهاد نحو التفوق لا تحيطه أسوار ولا يحده سقف وهو حق لكل فتاة.
حياة بسيطة
كشأن معظم المصريين.. لم تولد مي صلاح بأحد الأماكن الراقية في رغد من العيش، بل في قرية صغيرة لأسرة متوسطة الحال، وهي ابنة عزبة الكردود التابعة لقرية منشأة الكرام مركز شبين القناطر بالقليوبية، التي تتعدد بها المشكلات من صعوبة مواصلات ومشكلات صرف صحي.. لكنها عملت على تطوير نفسها لتكون بصيص نور ينبثق وسط الظلام؛ فكانت ضمن أوائل مدرستها في الدراسة سنويا وتخرجت في كلية الفنون الجميلة، حاملة شهادات تقدير كثيرة وانضمت لجمعية "بلان انترناشيونال إيجيبت" لتطوير الشباب وتسليحهم بمقومات المناصب القيادية؛ لتحقيق حلمها وتصبح وزيرة يوما ما، وكان لذلك أكبر الأثر في ترسيخ منهج "مي" في سعيها نحو النجاح.
سعادة غامرة
عندما علمت "مي" بأن حلمها بات قريبًا ولو ليوم واحد فقط، لم تتمالك نفسها من السعادة فتقول "كنت أحلم من صغري أن أكون أصغر وزيرة في مصر وكانت والدتي تدعمني جدًا وتقول لي "لو اجتهدتي فعلًا هتقدري توصلي" والوزراء كانوا طلاب وعندهم حلم وحققوه، وتابعت: "لما علمت أني سأقوم بتبديل الأدوار مع الدكتورة غادة والي وهبقي وزيرة ليوم واحد كنت سعيدة جدًا لدرجة أن أمي قالت لي وشك منور من الفرحة فأخبرتها وكانت فخورة بي جدًا".
مقاومة الصعاب
ولم تكن حياة "وزيرة اليوم الواحد" مفروشة بالورود بل كانت مليئة بمصاعب بدأت بوفاة والدها وهي في الثانوية العامة، وحملت أمها على عاتقها مسئولية تربيتها مع أخواتها، وكرست نفسها لتذليل الصعاب أمام ابنتها لتحقيق أحلامها غير المحدودة، اعتدادا بأن وراء كل فتاة ناجحة أم تزرع بداخلها الأخلاق الحميدة وتساندها.
مشروع صغير
جهزت الأم محلا صغيرا لبيع الأدوات المنزلية كي لا تمد يد الحاجة إلى أحد، فكان من المتطلبات التي واجهتها صعوبة في تلبيتها طلب ابنتها "مي" بشراء جهاز لاب توب لاحتياجها له في دراستها التخصصية في مجال الجرافيك، فتقول الأم: لم أبخل على أبنائي بشيء وعندما طلبت "مي" لاب توب لم يكن لدى ما يكفي لشرائه، ولم أحسسها بذلك فدخلت جمعية وقبضتها أول واحدة واشتريت لها اللاب توب التي أرادته حتى لا تشعر أنها أقل من زملائها وحاليًا يتحقق جزء من حلمها وحلمي بتخرجها في الكلية المفضلة لديها وعملها كوزيرة وإن كان ليوم واحد فقط وباقي الحلم تستطيع تحقيقه بأنها تصبح وزيرة الثقافة.