يحيى قدري!
على مدى سنوات طويلة عرفت المستشار "يحيى قدري" الفقيه القانوني الكبير المحامي البارز السياسي الكبير، في كل مرة يجمعني به اللقاء أتعلم منه وأنصت إليه وهو يتحدث في الفن والرياضة والقانون والسياسة والإعلام، وذكرياته وهو طالب مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عندما زار مدرسته الابتدائية في مصر الجديدة، وحبه الشديد للرئيس الراحل محمد أنور السادات، وتقديره الكبير لما فعله الرئيس عبد الفتاح السيسي في ثورة 30 يونيو، وكيف كانت مصر في الماضي وكيف أصبحت الآن؟
حكايات "يحيى قدري" لا تتوقف، ونوادره وذكرياته لا نهاية لها، وخفة ظله مستمرة حتى وهو في أشد لحظات الضيق، وابتسامته لا تغيب، وحبه لمصر لا يعرف المقايضة، فهو لم يتبدل أو يتغير أو يتحول، دائما تجده في أول صفوف الوطنية مشاركا في كل ما يسهم في بناء الوطن، له رأي صريح ووجهة نظر ثاقبة وموقف لا يحيد عنه، عندما نتواصل وهو خارج البلاد وقبل السلام والتحيات يسأل بلهفة شديدة ما الجديد في مصر اليوم؟
كان أول من وقف في وجه الإخوان في الوقت الذي أخذهم غيره بالأحضان واصطف في طوابيرهم وأكل مما يأكلون وتآمر كما يتآمرون، كان ولا يزال يقول عليهم إنهم عديمو الوطنية ويتحالفون مع الشيطان وإنهم لا دين ولا إيمان لهم.
"يحيى قدري" إحدى الشخصيات البارزة في قوة مصر الناعمة التي تحب الوطن من أجل الوطن، فتاريخه خلفه وليس أمامه، عندما أسس تيار التنوير الذي يضم كوكبة بارزة من الشخصيات البارزة علماء وأطباء ومهندسين ووزراء ومحافظين سابقين لم تكن رغبة هؤلاء البحث عن منصب أو الظهور في الصورة، إنما اجتمعوا جميعا على كلمة سواء، هي حب الوطن دون مقابل، وعلى الدولة أن تستفيد من رأي وعلم وخبرة ووطنية هؤلاء، فهم لا ينتظرون منها مقابل بل يريدون فقط أن يتذكرهم التاريخ أنهم أحبوا مصر دون مقابل.. وهم قليلون.