رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

تجمع قمامة لإنقاذ إنسان.. حكاية امرأة عجوز تتبرع يوميا لمرضى السرطان

فيتو

عمل الخير لا يتوقف على الحالة المادية أو الصحية، ولا ينتظر إعلانات التبرعات التي تغرق الفضائيات ليل نهار، وينتهى مطاف أموال الخير في يد "ياقات بيضاء" تحدثنا عن الإنجازات.. العجوز الكندية «جيا تران» قدمت النموذج الذي يحتذي به في هذا الأمر، تخرج من منزله بشكل يومى رغم طعونها في السن وحالتها الصحية لتطوف في شوارع كندا، بحثا عن زجاجة أو علبة فارغة في القمامة، تلتقط بين يديها المرتعشتين بسبب ظروفها الصحية، لتهرول في نهاية يومها الصعب إلى مصنع لتدوير القمامة لبيع ما حصدتها على مدار الساعات.


العجوز التي تضرب المثال في العطاء وعمل الخير بعيدا عن كاميرات الإعلام، لا تنتظر في شمس يومها الجديد للذهاب بما تحصلت عليه من مبلغ زهيد إلى مركز لعلاج مرض السرطان، بل تصر قبل العودة إلى منزله على تسليم النقود إلى خزينته خشية انقضاء أجله، ولقناعته بأن هذه الدولارات المعدودة ربما تساهم في إنقاذ حياة إنسان.

وعلي مدى 21 عامًا، تحرص جيا تران، العجوز الكندية (62 عامًا)، على جمع الزجاجات والعلب الفارغة من القمامة، وبيعها لمصانع إعادة تدوير، بهدف التبرع بعائدها لصالح مرضي السرطان.

رحلة شاقة

تحت أشعة الشمس الحارة في فصل الصيف، وموجات البرد بالشتاء لم تتوقف العجوز الكندية، عن مواصلة عملها الخيري التيعاهدت نفسها على أن تستمر به طوال حياتها، فكانت تبدأ رحلتها اليومية بالمشي في الشوارع المهجورة بهدف جمع الزجاجات الفارغة ومن ثم بيعها بمبلغ يصل ـلـ10 دولارات يوميا، لينتهي بها المطاف آخر اليوم على أعتاب مؤسسة "بي سي " الخاصة بمرضى السرطان، في مدينة فانكوفر الكندية، حتى تتبرع بالمال الذي تمكنت من تحصيله.

حاول أفراد أسرتها منعها عن هذا الأمر خشية على حياتها بسبب العمل القاس التي تمارسه، كانت ترفض نصيحتهم مرددة: "أريد مساعدة المرضي.. أريد الذهاب للمستشفى"، دون توقف حتى يتركوها تذهب.

مساعدة خيرية

بابتسامة لطيفة وكلمات طيبة كانت تزور المرضى وتلتقي موظفي الحسابات في المستشفى، حتى انهم اعتادوا على ذهابها مرتين بالأسبوع لتتبرع بالمال وتقدمه على سبيل التبرع، بجانب مقولتها اليومية الشهيرة "احب الجميع هنا وأريد مساعدة الناس".

15 ألف دولار

قرر موظفو الاستقبال في مؤسسة "بي سي" الخاصة بمرض السرطان مؤخرًا، جمع قيمة الأموال التي تبرعت بها العجوز الكندية، طوال حياتها ليكتشفوا انها قدمت ما يقارب من 15 ألف دولار لصالح المرضي على مدي 20 عامًا دون توقف.

شبكات تدوير

تعتبر شبكات إعادة التدوير غير الرسمية جزءًا هامًا من المدن الكندية، وخاصة "تورونتو"، كما يكثر بها هواة جمع الزجاجات والعلب البلاستيكية الفارغة، والذين يجوبون الحدائق والشوارع وأبنية من المساكن للحصول على حاويات الكحول المهملة.

ففي العديد من مناطق المدينة يترك السكان حاويات كحولية بالقرب من الشارع لهواه جمعها، كما أن هذه المقاطعات الكندية تستخدم زجاجات البيرة بنسبة تقترب من 98 ٪، ما يساعد هؤلاء الأشخاص على جمع عدد كبير من الزجاجات.



Advertisements
الجريدة الرسمية