رئيس التحرير
عصام كامل

«العاقول» وتجاهل «الآثار» يجهضان طموحات «مدبولي» في تطوير معبد دندرة (صور)

فيتو

رغم أن معبد دندرة أحد أعرق المعابد في مصر القديمة التي كانت مخصصة لعبادة الإلهة حتحور، ويحتفظ بتاريخ عصرين من أهم العصور التي مرت بها، وهما الروماني واليوناني، يوجد به بقايا الكنيسة القبطية وأخرى صغيرة مخصصة لإيزيس، إلا أن تجاهل المسئولين لتطوير المعبد يفقده بريقه، ويجعل تصريحات المسئولين بوضعه على الخريطة العالمية للسياحة "شو إعلامي"، لا يمت للواقع بصلة.


وبداية تجاهل المسئولين للمعبد بدأت عام 2004، عندما أطلق وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني، مشروعا متكاملا لترميم المعبد، بقيمة إجمالية 10 ملايين جنيه، خاصة بعد اكتشاف المقصورة الرئيسية للمركب المقدس بالإلهة حتحور، حيث تشمل المرحلة الأولى من المشروع ترميم المعبد وتطوير المنطقة المحيطة به وإعداده للزيارة السياحية، أما المرحلة الثانية من المشروع تضمن إنشاء مركز عالمي للزيارة ومناطق جديدة للخدمات، لكن المشروع تبخر وبقى الحال كما هو عليه.

وفي 2007 تجددت التصريحات لتطوير المعبد، وتم رصد 7 ملايين جنيه لمشروع الصوت والضوء، إلا أن المشروع لم يشاهد النور وتوقف دون أية أسباب تذكر في هذا الوقت، وظل المشروع حلم يراود أبناء قنا أملا في وضع محافظتهم على خريطة السياحة العالمية بعد انفصال محافظة قنا عن الأقصر.

وفي عام 2017 تقريبًا تجدد الحلم بعد أن أعلن وزير السياحة في أحد زياراته للمعبد البدء في مشروع الصوت والضوء، وذكرت بعض المصادر لـــ"فيتو"، أن السبب في ذلك هو عدم وجود فندق سياحي لإقامة السائحين بالمنطقة، رغم قرارات سابقة للوزارة بوجود مشروع بناء فندق وإقامة متحف على كورنيش النيل.

وفي أول زيارة للمهندس مصطفى مدبولي رئيس الوزراء لمحافظة قنا ومعبد دندرة، بدأ الحلم يداعب أهالي قنا من جديد ظنًا منهم بأن هذه الزيارة سوف تحمل في جعبتها الكثير خاصة وأنها تأتي من مسئول رفيع المستوى بحجم رئيس الوزراء، وحتى هذه اللحظة الوضع داخل المعبد محلك سر.

وقال الأثري محمود سيد، إن معبد دندرة يوجد به مشكلة خطيرة وهي نبات العاقول الذي تدخلت عدة جهات للقضاء عليه ولم تفلح أي من تلك المحاولات ورغم تصريحات وزير الآثار بحل المشكلة إلا أن المعبد يعاني الكثير من نمو النبات بشكل يعيق حركة السائحين وتعرضهم للخطر أثناء التجوال خاصة وأن هذه النباتات ينشط بداخلها الثعابين والعقارب والحيوانات الضارة.

وأضاف الأثري عبدالحكيم الصغير، مدير المعبد:"نسعي جاهدين إلى أن ينال معبد دندرة حقه ويتم وضعه على الخريطة العالمية للسياحة ولكن هذا الأمر يحتاج الكثير ونأمل أن يتم مشروع الصوت والضوء الذي سيكون علامة فارقة".
الجريدة الرسمية