رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«عرق الجبين ولا الحوجة».. أسرار إمبراطورية الصفيح في قنا (فيديو وصور)

فيتو

«لقمة العيش قبل كل شيء».. بهذا الشعار يعمل مجموعات من الشباب والفتيات بل وأطفال في عمر الزهور.. تكسو وجوههم الفرحة رغم أنف الشقاء.. أصقلتهم تجارِب العمر رغم صغر أعمارهم التي يسبقونها بتفكيرهم.. يرتكزون داخل تل من الصفيح بأحد المنازل القديمة في مركز قوص، كل منهم يمسك بأدوات العمل ينتظر انتهاء يومه ليعود لأسرته حاملًا أكياس الأطعمة وبعض نقود تعينه على مطالب الحياة.


وفي "إمبراطورية الصفيح" يجلس مصطفى فكري ممسكًا بشاكوش يدق الصفيح لإعداده للصناعة ويقول: "لقمة العيش صعبة ومحدش بياكلها بالساهل، الحياة عاوزة معافرة"، متابعا: "إننا نجمع كَميات الصفيح من مختلف المحافظات لتدخل مراحل تصنيع تبدأ بالتقطيع والغسل الجيد خاصة بعض صفائح الملوحة والألبان".

وبشأن أسعار الصفيح قال مصطفى: إن سعر الدستة وصل 50 جنيهًا بعد أن كانت الأسعار أقل من ذلك في السنوات الماضية ولكنها ارتفعت شأنها شأن تكاليف جمع الصفيح.

وأشار حسن محمد "أحد الصناع" أن هذه الصنعة من أقدم الصناعات التي عرفها الصعيد، وكانت مهنة أسر عديدة، ولكن الأوضاع تغيرت، منوهًا إلى أن بعض الصناعات الحديثة جعلت الكثير من العاملين بالمهنة يعزون عن العمل بها، وكنا في الماضي نصنع من الصفيح الفوانيس وأدوات الكنافة البلدي وصيجان البسكويت والكعك، كل هذا لم يتبق منه إلا الصاج فقط، وبعد ارتفاع أسعار مكونات البسكويت والكعك الأغلبية من الأسر أصبحت تفضل شراء الجاهز من المحال، ولكن الوضع في القرى يختلف وبخاصة في الأعراس والأعياد.

وتابع مصطفى محمود "أحد الأطفال العاملين بإمبراطورية الصفيح": تعلمت هذه المهنة منذ 5 سنوات على يد الأسطى حسن، وأعمل طوال فترة الإجازة وبشكل جزئي خلال فترة الدراسة، ولكن هذا العمل يجعلني أعين أسرتي في المصاريف.

وأكدت سارة محمد "طفلة تعمل بصناعة الصفيح": تعلمت المهنة خلال إجازة الصيف ومستمرة فيها حتى أستطيع جميع مصاريف المدرسة، قائلة "العمل بشرف أفضل من أن تمد أسرتي يدها لتساعدني في الدراسة".

وأشار منصور أحمد "أحد المتدربين المهنة"، إنني أتعلم المهنة لكي أتمكن من شراء ما أحتاجه وحتى لا أحمّل أسرتي أي مصاريف زائدة عن طاقتها قائلًا "أي شيء أحتاجه بشتريه من عرق جبيني".

وأردف محمد حسن "أحد الصناع الصغار"، الدستة ثمنها 50 جنيهًا، أظل أعمل حسب الوقت الذي تستغرقه من يوم إلى يومين ولا يتصور أحد فرحتي عندما أحصل على النقود وأذهب بها إلى أسرتي وأشعر بالفخر عندما أرى الفرحة بعيون أمي وهذا قمة السعادة بالنسبة لي، متابعا "الشغل مش عيب.. ونتعب ولا نمد إيدنا لأحد". 

وعن أصعب ما يواجهه في الصناعة قال: "الجروح التي تنتج عن التقطيع أو الدق ولكن كل شيء يهون من أجل أسرتي".

وأكدت منصورة محمد "أحد العاملات"، على أن العمل ممتع جدًا هنا في تلك الإمبراطورية وكل من تعلم شيء سيستفيد منه حتى في المستقبل، ويمكن إعادة تدوير الكثير من المخلفات القديمة في المنزل.
Advertisements
الجريدة الرسمية