رئيس التحرير
عصام كامل

«هندسة عين شمس».. حاجة تفرح.. طلاب الكلية تفوقوا على نظرائهم في جامعات أوروبية.. وحصدوا المركز الرابع في مسابقة أمريكية.. صمموا ناطحة سحاب مقاومة للزلازل.. ونالوا إعجاب لجنة التحكيم

فيتو

بين ضواحي لوس أنجلوس بدأ الحُلم، فبعد إعلان إحدى المنظمات الأوروبية عن مسابقة لكليات الهندسة على مستوى العالم، لإنشاء ناطحة سحاب مقاومة للزلازل، برزت الفكرة في ذهن طلاب كلية الهندسة بجامعة عين شمس، من مختلف أقسام الكلية كافة، بين المعماري، والمدني، وتجمع ما يقرب من 40 طالبا من الكلية، مقسمين على فرقتين، الأولى تختص بالأعمال الفنية والتصميمات، والأخرى تتحمل مسئولية التسويق والإدارة.

ولم يقتصر تكوين الفريق المشارك على المُعيدين وطلاب الفرقة الرابعة فقط، وإنما الاهتمام الأكبر كان الاستعانة بطلاب من مراحل تعليمية أقل، حتى يتمكنوا من استكمال المسيرة بالمسابقة فيما بعد، خلال مواسمها في الأعوام المقبلة.

أسامة علوان، أحد أعضاء الفريق المشارك في المسابقة تحدث عن الإنجاز الذي حققه الفريق قائلا: "حصل الفريق على المركز الرابع بين 40 جامعة مشاركة، متفوقين على عدد كبير من الجامعات الأوروبية، وكنا في تلك المسابقة ممثلين للوطن العربي كافة، حيث لم يشارك إلا كلية الهندسة جامعة عين شمس بالمسابقة من بين جامعات الوطن العربي كله".

الفكرة


«الفكرة كانت حلما مكناش متوقعين إننا هنحققه»، بهذه الكلمات وصف محمد أبو بكر حُلمه وزملاءه بالفريق، الذي بات واقعا الآن، فالبداية كانت مع عام 2015، عندما علم الطلاب بأن هناك منظمة بالولايات المتحدة الأمريكية تطلق مسابقة لطلاب كلية الهندسة كل عام، ورغب الطلاب بالمشاركة بها.

في مايو 2015 بدأ الاستعداد للمشاركة في المسابقة، وكون الطالب محمد شاكر بمشاركة زملائه مجموعة طلابية لتأهيلهم للمشاركة في المسابقة: "بدأنا نتابع نشاطات المسابقة، وصممنا محاكاة كاملة للمسابقة بجامعة عين شمس، وحصلنا على موافقة كاملة من الجامعة لتكوين الفريق، ثم أرسلنا الأوراق التي تثبت استيفاء شروط التقديم بالمسابقة للمنظمة يونيو 2017".

بعد الحصول على الموافقة من قِبل المنظمة، بدأ الطلاب الاستعدادات من خلال التركيز على الأزمات التي واجهت الفرق التي سبقتهم، والأخطاء التي وقعوا فريسة لها، وبدءوا في التدرب على تخطيها، وبالفعل نجحوا في خطتهم، وتمكنوا من عمل محاكاة كاملة للمسابقة قبل أن تتم على أرض الواقع.

التمويل


التمويل المادي كان العقبة الأكبر التي واجهت الطلاب في البداية، فتطلب التدريب والتصميم مجموعة من الأدوات باهظة الثمن، واجه الطلاب أزمة في شرائها: "التصميم الأول كله اتعمل بجهود ذاتية تماما اتحمل الفريق تكلفته، ولكن بعد نجاح التجربة الأولى للتصميم، بدأت الشركات والجامعة تثق بنا، وبدءوا يقدمون الدعم المادي والمعنوي لنا"، ولم يكن تركيز الطلاب على التصميم العملي فقط، وإنما نظم الطلاب المشاركون بالمسابقة لزملائهم بالكلية بعض المحاضرات عن كيفية تصميم ناطحة مقاومة للزلازل، وحضر أكثر من 200 طالب تلك المحاضرات للاستفادة من تجربتهم.

يتحدث أعضاء الفريق على أن الشكل الجمالي وقوة البناء كانا المحورين اللذين بنى عليهما طلاب هندسة عين شمس خطتهم للحصول على مركز متقدم بالمسابقة، ورغم خبرة الجامعات المشاركة بالمسابقة، إلا أن التفوق كان حليفًا لطلاب هندسة عين شمس؛ نظرًا للتخطيط الجيد، ولكن الأزمة التي واجهت الفريق المُسافر لـ "لوس أنجلوس"، والمتكون من 15 فردا، كانت عدم توافر أموال كافية مع الفريق: "الدعم المادي لنا كان جزئيا وليس كليا، واتحملنا مبالغ كبيرة في المصروفات خلال أسبوع".

5 طالبات من مختلف أقسام الكلية كن ضمن الفريق لم يقل دورهن عن الشبان، وهن: چاسمن أسامة، بسمة طارق، نورهان نبيل، داليا ليزاطي، وليلى عمرو، وعن هذا يقول أحد أعضاء الفريق: "البنات اشتغلوا في الفريق زي الولاد، مكنوش أقل منهم في حاجة، ولما قسمنا الشغل بين الفريق، البنات اشتغلوا بطاقة كبيرة، ومكانوش حاسين بغربة السفر والخوف، بالعكس كانوا مُُصرين ينجحوا وحصل فعلا".

"نقلا عن العدد الورقي..."

الجريدة الرسمية