رئيس التحرير
عصام كامل

«عش الوطواط».. حكاية بديل الزئبق الأحمر في الأقصر (صور)

فيتو

شهدت محافظة الأقصر خلال الآونة الأخيرة، ظاهرة البحث عن عش "الوطواط"، بين أحضان الجبال والمنازل المهجورة أو حتى المعابد الفرعونية والأثرية في المحافظة.


ظاهرة البحث عن سائل الزئبق الأحمر في أَعْشَاشٌ الوطواط، بقرى الصعيد، جاءت بعد أشهر قليلة من شائعات ترددت حول العثور على الزئبق الأحمر في التابوت الشهير الذي عثر عليه بضاحية سيدي جابر، في شهر يوليو الماضي، حيث شهدت عددا من الجروبات التسويقية الخاصة بالمحافظة مثل "كراكيب الأقصر"، وهو الجروب الأشهر للبيع والشراء ظهور عدد من الأسماء المستعارة بطلب شراء "عش الوطواط" أو الخفاش بمبالغ خيالية، وارتفاع الأسعار حسب العرض والطلب.

وتنشر "فيتو" تفاصيل "إكسير الحياة"، من خلال روايات وأحداث سابقة، حيث قال "ع. ف"، 30 عاما، أحد الأشخاص الذين باعوا «عش وطواط» بنحو "75 ألف جنيه"، مشيرًا إلى أنه يحتوي على مادة حمراء اللون، مشابهة للزئبق الأحمر الفرعوني، حيث يتم بيعها للأثرياء الذين يعتقدون أنها "إكسير حياة الخلود"، بحقنها تحت الجلد، أو أعمال السحر، بسقيها للجن حتى يصبح أقوى مما كان عليه، وعبدًا مطيعًا لمن قام بإعطائه هذه المادة، أما الغرض الثالث، فهي تستخدم لكبار السن من الرجال، ليتمكنوا من ممارسة الجنس بشكل طبيعي قبيل وصولهم لمرحلة الشيخوخة.

وعن العلامات التي توضح أن العش هو لـ"وطواط" أو خفاش، أشار إلى أنه يجب أن يستوفي بعض الشروط، منها أن يكون شكله بيضاويا، ويتفاعل مع فص الثوم، بالتحرك سريعًا حال قرب الثوم منه دون ملامسته.

وأوضح أن الربط بين الزئبق الأحمر والوطواط جاء بعد انتشار العشوش في وسط أعمدة وأسقف المعابد المصرية القديمة، بمحافظتي الأقصر وأسوان.

حقيقة الزئبق الأحمر

الزئبق الأحمر "مجرد خرافة" هكذا أكد الدكتور محمد يحيى عويضة، المدير العام لمنطقة آثار الأقصر، موضحًا أن قدماء المصريين لم يعرفوا هذا السائل ولم يثبت استخدامهم له.

وأضاف عويضة، أن ما يسمى بالزئبق الأحمر المصري، أو الفرعوني، هو شيء لا وجود له، وأنه لا علاقة بين الزئبق الأحمر والفراعنة، ولا يوجد أي بحث أثري أو علمي يثبت استخدامهم له حتى في عمليات التحنيط حتى اليوم، وأن الذين عملوا في حقل الحفريات والتنقيب الأثري لم يسجلوا أي حالة لظهور شيء اسمه الزئبق الأحمر المصري.

سر القارورة الحمراء

بينما أشار بيتر كمال، مفتش آثار متحف التحنيط بالأقصر، إلى أن القارورة "الحمراء" التي يجزم البعض بوجود الزئبق الأحمر بها فإن القصة الحقيقة وراء تلك القارورة أن السائل الموجود بها خليط من مواد التحنيط التي وجدت أسفل مومياء "آمون تف نخت"، في تابوت حجري، مما أدى إلى احتفاظ المومياء بالسائل، ولونه بني، موضحًا أن هذا السائل هو عبارة عن بقايا لبعض المواد المستخدمة في عملية تحنيط المومياء.

وأوضح كمال، أن تلك المواد هي عبارة عن "ملح نطرون، ونشارة خشب، وراتنج صمغي، ودهون عطرية، ولفائف كتانية، وترينتينا"، وأنه تم الاحتفاظ بهذا السائل في القارورة التي تعرض بمتحف التحنيط حتى اليوم، وأنه نتيجة إحكام غلق التابوت على الجسد والمواد المذكورة، حدثت عملية تفاعل بين مواد التحنيط الجافة والجسد، أنتجت هذا السائل الذي وضع في هذه القارورة الشهيرة، وبعد تحليله وجد أنه يحتوي على 90.86 % سوائل آدمية من ماء، ودم وأملاح، وأنسجة رقيقة، و7.36 % ملح النطرون، الذي كان يستخدم في عملية تحنيط الموتى، و0.12 % محلول صابوني، و0.01 % أحماض أمينية، و1.65 % لمواد التحنيط، من راتنج وصمغ ومادة بروتينية.
الجريدة الرسمية