مفاجأة جديدة.. كواليس لقاءات سرية بين خاشقجى وصحفية إسرائيلية
مع اختفاء الكاتب السعودي، جمال خاشقجى، بدأت تتسرب الكثير من الأسرار حول حجم علاقاته بقطر وتركيا والتنظيم الدولى للإخوان، واليوم، وصل الصندوق الأسود للرجل لكشف المزيد عن لقاءات سرية جمعته بصحفية إسرائيلية.
المراسلة بيري
ونشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، اليوم الأربعاء، تقريرا خاصا بالصحفي السعودي، جمال خاشقجي، يضم أبرز ما قاله لمراسلة الصحيفة سمدار بيري، خبيرة الشئون العربية في الصحيفة، خلال اللقاءات العديدة التي جمعتهما.
جلباب وبنطال
وقالت بيري: إنها التقت خاشقجي نحو 6 أو 7 مرات، وأنها حين كانت تلقاه في الخليج كان دائما يظهر بجلبابه الأبيض، وفي أوروبا كان يرتدي جاكيت أزرق وبنطالا رماديا، وكان دائما يتوجه إليها ليحادثها.
وأضافت الصحفية أنها التقت خاشقجي حين كان رئيس تحرير صحيفة «الوطن» السعودية، وبعدها مستشار تركي الفيصل، وبعد توليه منصب كبير في صحيفة «الحياة» السعودية، واستقالته بعد وقت قصير بأمر من الديوان الملكي.
مغادرة السعودية
وقالت بيري: إن اللقاء الأخير مع خاشقجي كان قبل سنة، بعد تولي محمد بن سلمان منصب ولي العهد، ما أدى إلى مغادرته البلاد وعائلته، وبات يتنقل بين أمريكا وتركيا.
وفي اللقاء الأخير سألت بيري خاشقجي إذا كان غيّر رأيه بالإسرائيليين بعد اللقاءات بينهما، فقال لها: إنه صار يفهم أكثر الخارطة السياسية في إسرائيل، وأن هناك معسكر يمين بزعامة الليكود ومعسكر يسار ينادي إلى السلام.
نظرة الشباب
وقالت المراسلة إنه وجه إليها سؤالا: «ماذا عن الشباب لديكم؟ ماذا يفكرون عن السياسة»؟ فأجابت إن البعض يبلور نظرته السياسية أثناء الخدمة العسكرية، وقسم آخر يبتعد عن السياسة، والبعض يترك إسرائيل بحثا عن واقع آخر، فقال لها خاشقجي: "هذا يشابه ما يجري لدينا، الشباب السعودي كذلك يترك البلاد للبحث عن حياة جديدة دون ضغط وتوتر".
الجلوس مع امرأة
وفي إحدى المرات سألته الصحافية الإسرائيلية، إن كان الحديث لامرأة يضايقه فقال بصراحة: «نعم. كنت أفضل التحدث إلى رجل إسرائيلي، تضايقني الحقيقة أنني مضطر لأن أجادلك وأتشاجر معك، لا أحب الشجار مع النساء، إنني أفضل معاملتهن بلطف، وأعرف مقامهن، أكاد لا أستوعب أنني أجلس مع صحافية لكن أنظري! هذا ما يحدث الآن وكل شيء على ما يرام».
وحول السلام في منطقة الشرق الأوسط، تقول مراسلة "يديعوت" إن خاشقجي كان واقعيا ومتشائما فقال لها ذات مرة: «أعتقد أنه لا أحد في الشرق الأوسط يريد السلام، أو يعمل من أجل دفع عملية سلام حقيقية، لأن ذلك لا يتماشى مع مصالح أحد».
شخصية نتنياهو
وقال الصحافي السعودية للصحافية الإسرائيلية عن رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو: إنه لا يحبه لكنه يتعامل معه بجدية. وأشاد بشخصية نتنياهو قائلا: «إنه ذكي جدا ومتعلم جدا ويجيد اللغة الإنجليزية»، وأضاف أن قادة إسرائيل يريدون نشر لقاءاتهم مع مسئولين من العالم العربي، على عكس الزعماء العرب الذين يفضلون إخفاء هذه اللقاءات.
فضح اللقاءات
وأشار إلى أن إسرائيل تعرف كيف تخرج هذه اللقاءات السرية إلى العلن. «إن لم تفعل ذلك عبر الصحافة الإسرائيلية، بإمكانها فعل ذلك عبر الصحافة العربية».
وقالت الصحفية الإسرائيلية: إن المحادثات مع خاشقجي كانت دائما تتعلق بعلاقات إسرائيل بالعالم العربي، فكان الصحفي السعودي يقول لها: إن العالم العربي يعرف أن إسرائيل موجودة على الخارطة لكنه لا يحبها. «انظري إلى مبارك كان يقيم العلاقات معكم، لكن الشارع لا يطيقكم».
لقاء آخر
وفي لقاء آخر سألته بيري عن رأيه بالإسرائيليين فقال: «لديكم ثقة عالية جدا بأنفسكم، تعتقدون أنكم تعرفون كل شيء. تقريبا كل شيء. لديكم دولة صغيرة وتحاولون باستمرار مصادقة الدول المجاورة، لكن هذا ليس جديا. هذا مجرد ادعاء لكي تبرروا تصرفاتكم. أعرف أنكم تقيمون علاقات مع دول في الخليج، والمغرب، وتونس، وطبعا مصر والأردن، الموساد الإسرائيلي يصل إلى كل مكان يريده».
زيارة إسرائيل
وعن السؤال إن كان يريد زيارة إسرائيل قال: «كثيرون يريدون زيارة إسرائيل من باب الفضول، لكن ذلك غير ممكن. أقدر أن أسمح لنفسي أن أزور الفلسطينيين في الضفة وغزة، لا أريد زيارة إسرائيل، لأن ذلك لن يكون بالسر، وإذا حدث وكشف هذا السر ماذا سأستفيد؟ لن أستطيع بأي شكل شرح سبب وصولي إليكم».