رئيس التحرير
عصام كامل

حكايات توفيق الحكيم مع الرؤساء.. تناقض مع ناصر وتوتر في عهد السادات

فيتو

عاصر الكاتب الكبير توفيق الحكيم 4 رؤساء جمهورية كما شهد أواخر عهد الملكية، كان في كثير من الأحيان قريبا من القصر الرئاسي، عقب ثورة 1952، كما عرف بأزماته مع بعض من تعاقبوا على حكم مصر.


الكاتب والأديب توفيق الحكيم، أحد الرواد في عالم الكتابة المسرحية، والرواية العربية، والذي تحل اليوم الثلاثاء 9 أكتوبر، ذكرى ميلاده الـ120، أحد أبرز الأدباء المصريين، والعرب، والذي تمتلك جعبته الكثير من خبايا، وأسرار البلاط الحاكم، نرصد اليوم بمناسبة هذه الذكرى أبرز الحكايات والصراعات التي مر بها رائد الفكر في بلاط وعلى طاولة السياسة.

الأب الروحي
كان لـ«عودة الروح»، التي أصدرها الحكيم عام 1933، الفائدة والأثر البالغ، كما ألقت بظلالها على حياة الحكيم بعد ثورة 1952؛ نظرا لما تضمنته من فكرة البطل الذي تنتظره الأمة، وسيكون قائدها ومخلصها.

وفور صعود جمال عبد الناصر على رأس السلطة، عقب ثورة 1952، اعتبره في مكانة الأب الروحي والفكري لها، كما منحه قلادة الجمهورية عام 1958، وحصد بعدها جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1960، بالإضافة إلى وسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى في نفس العام.

انتقاد هادئ
في عام 1959، أصدر الحكيم كتاب «السلطان الحائر بين السيف والقانون»، والذي حمل بعض الانتقادات للنظام الناصري آنذلك ولكن بصورة هادئة غير صدامية، ليصدر بعدها كتاب «بنك القلق» عام 1966، والذي كان أشد في سهام الانتقادات عن سابقه.

رثاء مؤثر
عقب وفاة جمال عبد الناصر عام 1970، وأثناء جنازته التي شارك بها الآلاف لم يستطع الحكيم أن يتمالك نفسه من الحزن، ورثى ناصر بعبارات مؤثرة قائلا:«اعذرني يا جمال.. القلم يرتعش في يدي.. ليس من عادتي الكتابة والألم يلجم العقل ويذهل الفكر.. لن أستطيع الإطالة، لقد دخل الحزن كل بيت تفجعا عليك.. لأن كل بيت فيه قطعة منك.. لأن كل فرد قد وضع من قلبه لبنة في صرح بنائك».

عودة الوعي
اعتبر انقلاب فكري وجذري كبير على الناصرية بشكل عام، ذلك الذي أحدثه إصدار الحكيم، كتاب «عودة الوعي» عام 1972، ووجه فيه انتقادات وهجوما مباشرا ولاذعا لجمال عبد الناصر وسياساته.

حيث وصف الحكيم حقبة الناصرية كاملة، بالمرحلة التي كان يعيش فيها الشعب المصري «فاقدا للوعي»، والخائف من سطوة الزعيم الذي لا يقبل بالرأي الآخر.

وقال الحكيم منتقدا تأييده للثورة: «العجيب أن شخصا مثلي محسوب على البلد هو من أهل الفكر قد أدركته الثورة وهو في كهولته يمكن أن ينساق أيضا خلف الحماس العاطفي، ولا يخطر لي أن أفكر في حقيقة هذه الصورة التي كانت تصنع لنا، كانت الثقة فيما يبدو قد شلت التفكير سحرونا ببريق آمال كنا نتطلع إليها منذ زمن بعيد».

وتابع:«أسكرونا بخمرة مكاسب وأمجاد، فسكرنا حتى غاب عنا الوعي. أن يري ذلك ويسمعه وأن لا يتأثر كثيرا بما رأي وسمع ويظل على شعوره الطيب نحو عبد الناصر. أهو فقدان الوعي. أهي حالة غريبة من التخدير».

علاقة متوترة بالسادات
بدأت حقبة السادات بالعديد من الأزمات، والمشكلات السياسية، والحركات المعارضة، والتي أنهاها بثورة التصحيح عام 1971، وكان من ضمن تلك الحركات في فبراير عام 1972، بحركة طلابية تنتقد سياسات السادات، حيث كتب الحكيم بيده بيان المثقفين المؤيدين لتلك الحركة، كما وقعه معه نجيب محفوظ.

لتبدأ بعدها عداوة بين السادات والحكيم، ويصفه السادات قائلا: «رجل عجوز استبد به الخرف.. يكتب بقلم يقطر بالحقد الأسود، إنها محنة أن رجل رفعته مصر لمكانته الأدبية إلى مستوى القمة ينحدر إلى الحضيض في أواخر عمره»، لينجح بعدها الكاتب محمد حسنين هيكل في المصالحة بين الطرفين بعد محاولات عديدة.
الجريدة الرسمية