عصام كامل لوزير التعليم: إذا كنا لا نستطيع تغيير الواقع لماذا بدأنا الآن؟
قال الكاتب الصحفي عصام كامل، رئيس تحرير جريدة «فيتو»، إن الاجتماع الذي جمع رؤساء تحرير الصحف القومية والخاصة، وعدد من القيادات الإعلامية مع الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم الفني، هدفه حشد المجتمع المدني، وتهيئة المجتمع للتغيير الجديد الذي يطرأ على منظومة التعليم، ومواجهة العادات والآفات القديمة كمواجهة الدروس الخصوصية، والكتب الخارجية، بدعم ومساندة أجهزة الدولة التي تسعى إلى مطاردة الكتب المضروبة التي يروج لها أنها مرتبطة بالمناهج الدراسية الجديدة، تحت مسمى «كتب خارجية» وهي ليست على هذا النحو.
وأشار في تصريحات صحفية على هامش الاجتماع الموسع الذي نظمه المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام اليوم الإثنين، بين وزير التربية والتعليم و٢٦ قيادة صحفية وإعلامية، إلى أن طرح الوزير كان من الواقعية لدرجة أنه تسرب للحاضرين، أنه لا يوجد مشروع قومي للتعليم، ولاسيما أنه أشار إلى أن الأبنية التعليمية فقط تحتاج إلى ١٣٠ مليار جنيه، وإنها تحتاج إلى ٤٠ عامًا، قائلا:" هذا يعني إننا أمام مشروع دون تخطيط حقيقي له، وإذا كان هذا هو الواقع الذي لا نستطيع أن نغيره فلماذا بدأنا الآن؟"
وأوضح أن هناك أطروحات وجهت للوزير من نوعية هل يبقى الوضع كما هو عليه من حيث إتاحة التعليم لكل المصريين، أم سيستهدف طبقة تقود قاطرة التعليم الجديدة؟، والحلول التي من شأنها أن توازى مصر مع المجتمعات الأخرى التي حققت طفرة في مجال تطوير التعليم، قائمة على منظومة العدالة الاجتماعية، مشيرًا إلى أهمية إتاحة الفرصة للقطاع الخاص والمجتمع المدني أن تلعب دورًا رئيسيًا في المنظومة الجديدة، من خلال إنشاء مدارس وإزالة العقبات أمامهم، ولاسيما أن الدولة هي المسئولة عن المناهج وبناء الشخصية المصرية.
وقال «كامل» إن وزير التعليم كان صريحًا جدا في طرح المشكلات التي تعترضه، إلا أن هذا أكد لي إننا لسنا أمام مشروع قومي للتعليم، ولكن نستطيع أن نقل إنها محاولة محلية لـ«ترقيع التعليم»، فعل سبيل المثال أن النظام الجديد الذي يضم رياض الأطفال - كي جي - إلى الصفية، يغفل ٧٠٪ من أطفالنا ممن لم يلتحقوا برياض الأطفال، وبالتالي فهناك ٣٠٪ يتلقون معارف بعينها يستكملونها في المرحلة الابتدائية، فكيف للوزير أن يعوض ٧٠ ٪ من الطلاب ما فاتهم في هذين العامين الدراسيين؟!».
وأضاف:" هناك ضبابية شديدة وعدم وضوح حول آليات تنفيذ إستراتيجية تطوير المنظومة التعليمية، وفي الواقع عندما نكون أمام مشروع قومي، لابد أن يقف المجتمع بأكمله إلى جانب الدولة بكافة مؤسساتها لإنجازه، مثلما حدث عند بناء السد العالي، فكان نموذجا حقيقيا لتكاتف شهدته الدولة المصرية على مختلف مؤسساتها وطبقاتها، وهنا يبقى السؤال إذا لم نكن جاهزين بمشروع قومي للتعليم بإمكانيات تنفيذه، لماذا نطرحه كمشروع قومي؟!"