الإعلاميون لوزير التعليم: الميزانية ليست عائقا لتمويل خطة التطوير
أكد رؤساء تحرير الصحف المصرية قومية وخاصة، والإعلاميون القائمون على برامج الحوارات على الشاشات المصرية، والمهتمون بالشأن التعليمي على اختلاف آراء الجميع، بعد حوار صريح وطويل مع وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقي جرى في المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، مساندتهم القومية للأهداف الكبرى التي تنشدها عملية تطوير التعليم في مصر التي أصبحت ضرورة قصوى لخلق إنسان مصري جديد أكثر قدرة على مواجهة تحديات عصره، وأكثر تأهيلًا لاستخدام قدراته العقلية ومهاراته الإنسانية في تحسين جودة حياته وفهم عالمه على نحو صحيح بما يمكنه من أن يكون طرفًا أساسيًا في صنع التقدم الإنساني، يواصل مهمة أجداده في بناء حضارة إنسانية تنتصر للمعرفة والعلم والسلام، تهزم الفقر والجهل والمرض، وتجتث العنف، وتعترف بالآخر وتشاركه الأمل في بناء عالم جديد يخلو من نزاعات التعصب والهيمنة والكراهية.
وأضافوا أن تطوير التعليم في مصر وقد أصبح شاغلها الأول، ينبغي أن يحظى بحماس المجتمع المدني وحفاوة الأسر المصرية على امتداد 16 عامًا متصلة هي عمر العملية التعليمية في مصر، ضمانًا لاكتمال صحيح لهذه العملية المستمرة التي تتطلب جهدًا دؤوبًا مستمرًا، يتواصل في صبر وأناة على امتداد هذه السنوات الطويلة، لكي ينتج أولى ثماره اليانعة، وما لم يدرك المجتمع المصري بجميع فئاته أن تطوير التعليم عملية شاقة تتطلب جهدًا ومتابعة يقظة ومستمرة على مدى 16 عامًا، فثمة مخاوف من أن تفتر الهمة ويغيب الهدف الصحيح، وهذا ما ينبغي أن يلزمنا جميعًا بأن تكون عملية تطوير التعليم مستمرة بصرف النظر عن الأشخاص يدخل ضمن مسئوليات المجتمع المدني رعايتها والحفاظ على استمرارها، وتذليل عقباتها، لأنها تكاد تكون أكبر وأطول مشروع استثماري في مصر يختص بتطوير قدرات الإنسان المصري بما يمكنه من تغيير واقعه إلى الأفضل.
وبعد حوار استمر قرابة 3 ساعات فقد خرج الاجتماع بعدد من التوصيات أهمها ما يلي:-
إن موازنة التعليم ليست كافية لتغطية لوازم التطوير الجديد ويحتاج الأمر إلى زيادة هذه الميزانية رغم ظروف البلاد والتي لا تخفى على أحد، والإعلاميون يرون أن عقبة التمويل لا يجب أن توقفنا عن الاستمرار في هذه النقلة النوعية الكبرى لأن النظام الرقمي هو البناء الحقيقي للمستقبل.
وأهابوا بالمسئولين بوزارة التعليم أن ينظروا إلى أولياء الأمور باعتبارهم شركاء لتحقيق أهداف هذه الخطوة الكبيرة في نظامنا التعليمي.
قالوا إن النظام التعليمي يجب أن يراعي حالة التوحد والانصهار في النظام الجديد بحيث يقضي على التعددية الملحوظة في نوعيات التعليم حاليًا وهو ما انعكس على وحدة الفكر لدى أبناء الوطن الواحد فضلًا عن غياب العدالة الاجتماعية فيه.
لتحقيق العلاقة السليمة بين القطاع الخاص والحكومة للإسهام الجاد في تمويل المباني المدرسية وتقديم الأراضي الصالحة للبناء يطالب الإعلاميون بالإسراع في تعديل البنود الخاصة بذلك من قانون الاستثمار الحالي للمشاركة في هذه المهمة الجليلة نظرًا لأن الدولة لا يمكن أن تنهض وحدها بمطالب التطوير القادم.
وناشد الإعلاميون، الوزير ومساعديه التواصل الدائم بينهم من خلال مركز إعلامي للوزارة يتحدث إلى مندوبي الصحف والمحطات الإذاعية والتليفزيونية حتى تتوافر لديهم المعلومات الصحيحة وحتى يصبح الإعلام شريكًا وداعمًا في المشروع القومي للتعليم مع توافر الرد على كافة الاستفسارات والتساؤلات بلا حساسية وبوضوح وصراحة كاملين.
يسعى الإعلاميون إلى تقدير الوزارة لمسئولية رؤساء التحرير تحديدًا والرجوع إليهم في حالة الرغبة لتغيير المندوب الموجود في الوزارة تأكيدًا للتعاون وحرصًا على المصلحة المشتركة.
طالب الإعلاميون نسيان كل ما مضى من سوء فهم لفلسفة مشروع التعليم وأبعاده التي صاغتها الإشاعات وفتح صفحة جديدة أساسها الثقة المشتركة والفهم المتبادل ويؤكد الإعلاميون بهذه المناسبة أهمية مثل هذا اللقاء في إجلاء الحقيقة وشرح التفاصيل لأنهم يلاحظون أن جزءًا كبيرًا من المشكلة حاليًا هو عدم وضوح الصورة لدى المواطنين خصوصًا وأن الإنسان عدو ما يجهله.
عبر الإعلاميون عن ارتياحهم من البرنامج التعليمي الجديد لأنه منهج مصري خالص استعنا فيه بتجارب دولية ولكننا أعطيناه هوية مصرية كاملة وفي الختام نتطلع إلى استقرار في مستقبل العملية التعليمية بحيث لا يتغير بتغيير الوزراء أو المسئولين حرصًا على مصالح الأجيال القادمة واستقرار العملية التعليمية على المدى الطويل حيث لا يغيب عن وعينا أن مكانة مصر إقليميًا ودوليًا تعتمد إلى حد كبير على ازدهار النظام التعليمي وتميزه واستقراره ومواكبته لروح العصر فضلًا عن التقدم الكاسح في العلوم الحديثة والمعارف الجديدة في عالم يموج بالتغيير والتطور كل يوم.