رئيس التحرير
عصام كامل

«فيتو» تخترق أسرار عالم الآثار بدمياط والدجالين أبرز المستفيدين (صور)

فيتو

حلم الثراء السريع لطالما داهم الكثير من أبناء دمياط، وبعد فترة من سيطرة هذا الحلم يتحول التفكير في استغلال ما تركه الأجداد، لتبدأ رحلة شاقة بالعالم السفلى لعل الأمر يفلح وتفتح أمامه كنوز القدماء، في البداية تسير الأمور في كتمان شديد، ربما لم يكن مقنعًا، ولكن سرعان ما يتبدل الحال فقط عندما يراود الشخص حلم الثراء مرة أخرى.


الدجالين أبرز المستفيدين

يأتى الدجال أولى المراحل التي يبدأ من خلالها البحث عن القطع الأثرية، يقوم هذا الشخص بخداع الجميع مستخدمًا بعض الألعاب السحرية التي اعتاد على ممارستها، يبدأ هذا الدجال في إملاء شروطه أيضًا ويقوم بإعداد لستة مشتريات يطالب بتوفيرها لمساعدته على اكتشاف المقبرة وتحديدها، تأتى بعد ذلك خطوته الثانية، إقناع الجميع بأن المكان يحتوى بالفعل على القطع الأثرية المطلوبة، لتبدأ أعمال التنقيب.

يقطع الدجالين غالبًا مسافة من الوقت تستغرق 20 يومًا لتحديد المقبرة، قد تكون تلك هي الحيلة الأذكى التي لجأ إليها لحبك الدراما على ضحاياه، ومن ثم يختفى قليلًا تاركًا الضحية تبحث عن أوهامها.

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فهناك من يقوم بالمشاركة في أعمال التنقيب بدافع أنه سيواجه سحر" الفراعنة" متقاضيًا على ذلك أجرًا كبيرًا، وفى الأخير قد تأتى تلك الأعمال بثمارها وقد لا تأتى ليقع أبناء دمياط فريسة الطمع والجهل.

البخور الهندى وطلاسم طنجة

يمتلك الدجال العديد من الأسلحة التي يوقع بها ضحاياه، يأتى في مقدمتها البخور الهندى غالى الثمن، والذي يلعب دورًا في تحديد هوية المقبرة، وكيفية اكتشافها، أيضًا يستخدمه الدجال حين مشاركته بأعمال التنقيب واهمًا الجميع بأن له تأثيرا على سحر المصريين القدماء، وتأتى طلاسم طنجة تلك الطلاسم التي تسهم بالفعل في اكتشاف الأمر وإذا كان جديًا أو وهم أوقع بصاحبه في براثن الدجالين، يقوم الدجال بكتابة بعضها باللون الأحمر يستمر في مراقبتها لفترة من الزمن منتظرًا أية علامات تدل على وجود شيء، ربما كانت تلك هي الخطوة الوحيدة التي يقوم بها الدجال لكشف الحقيقة، قد يكون هذا لغرض آخر وهو السيطرة على مقتنيات المقبرة إذا كانت حقيقية بالفعل.

90 % من قرى دمياط تعيش الوهم

انتشر الأمر كثيرًا بين أبناء القرى بدمياط، بلغ حد تبوير الأراضى خصيصًا للتنقيب عن آثار الفراعنة، وتأتى قرى مدينة الزرقا في المركز الأول من حيث أعمال التنقيب يليها قرى مركز دمياط، بينما تتساوى كل من قرى مركز فارسكور وكفر سعد في معدلات أعمال التنقيب.

لم يقتصر الأمر على القرى فقط بل امتد إلى المدن أيضًا ربما طبيعة الحياة بالمدن لا تسمح بتداول تلك المعلومات، غير أن نسبة كبيرة اقتربت من 50% من أبناء دمياط يسعون للعمل سماسرة "آثار".

ملاحقات رجال الأمن أطفأت نيران التنقيب بدمياط

نجحت قوات الأمن بدمياط في إحكام السيطرة على انتشار أعمال التنقيب بالمحافظة، والتي كانت قد انتشرت بكثرة في أعقاب ثورة يناير وحتى عام 2013، لتتوقف أعمال التنقيب تدريجيًا بحلول منتصف عام 2014، فقد تمكنت القوات من ضبط العديد من تلك الأعمال أبرزها واقعة التنقيب بمدينة عزبة البرج، والقبض على أحد الدجالين الممارسين لتلك الأعمال، لتسهم تلك الخبطات الأمنية في تخفيف حدة انتشار أعمال التنقيب بدمياط.

آدمن صفحة بيع الآثار آخر الخبطات الأمنية

نجحت قوات الأمن بدمياط، في ضبط شاب قام بتأسيس صفحة عبر وسائل التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، للاتجار بالآثار وترويجها ليسجل هذا الأمر نفسه كآخر المداهمات الأمنية بدمياط لملاحقة أعمال التنقيب، ومروجي الآثار.
الجريدة الرسمية