في ذكرى أكتوبر.. «السادات» يستبشر بالنصر من مسجد السيد البدوي
رصد كتاب "الرؤساء وأقطاب الحقيقة" للكاتب الصحفي محمود رافع قصة اتخاذ الرئيس الراحل محمد أنور السادات لمقام السيد "أحمد البدوي" بمدينة طنطا، مصدر إلهام وتفاؤل قبل اتخاذ أي قرار بشأن الدولة، فكان بالنسبة له مفتاح النصر بحرب أكتوبر المجيدة.
وكان الرئيس الراحل زار مسجد ومقام العارف بالله سيدي أحمد البدوي برفقة فضيلة الإمام الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي، ودخلا مقصورة المسجد ومعهما الشيخ أحمد حجاب، وشاورهما السادات في معركة النصر، فقال له الشيخ الشعراوي: "انطلق، فإنك مؤيد بنصر الله"، وكان نصر أكتوبر المجيد.
ويسرد "رافع" في طيات كتابه أن الشيخ "أحمد محمد حجاب" إمام مسجد البدوي والذي توفي عام 1978، والمدفون في إحدى حجرات المسجد، قد بشر الرئيس السادات بالانتصار على اليهود، وطلب منه أن يتعهد له إذا ما انتصر أن يدفن في المسجد البدوي بجوار مقام السيد أحمد البدوي، وهو ما نفذه السادات، كما أدخل على المسجد العديد من التعديلات والترميمات عام 1975.
ويقول "رافع": إن الرئيس الراحل كان دائم الجلوس في مقام البدوي، والبكاء حول ضريحه، وفي فجر أحد الأيام علا صوت بكائه متضرعًا وصارخًا من أعماق قلبه: يا الله يا مغيث، إذ دخل عليه الشيخ أحمد حجاب أستاذ العلوم الشرعية بالمعهد الأحمدي بطنطا وإمام وخطيب المسجد، وفور أن رأى السادات ولم يكن معروفًا حينها أو مشهورًا، وهو مفصول من القوات المسلحة، حتى قال له حجاب: "أهلًا بك يا خديوي مصر.. سوف تكون رئيس مصر".
فرد عليه السادات: "يا مولانا أنا مفصول من الجيش، وأريد العودة لعملي"، فرد عليه أحمد حجاب: "سوف تكون رئيس مصر"، ومضت السنوات وتولى السادات رئاسة مصر، ولم ينقطع عن زيارة أحمد حجاب في خلوته بالمسجد البدوي.
وأكد "رافع" في كتابه أن السادات قبل أن يتخذ قرار الحرب توجه إلى الشيخ حجاب، فلما رآه ابتسم في وجهه وأخذه إلى غرفة مقتنيات السيد البدوي وألبسه جبته وسبحته، وقال له: السيد البدوي يسلم عليك، ويبشرك بالنصر، لكن عليك أن تجعل شعار الجيش "الله أكبر".