محمود السعدني يكتب: فرحان في الأهلي
في مجلة صباح الخير 1967 كتب الكاتب الساخر محمود السعدني مقالا كرويا قال فيه:
يا بتوع الأهلي، أنا فرحان ومنشكح آخر انشكاح، لتتعلموا درسا خلاصته أن الكورة جوان وليست بلون الفانلة حمراء كانت أو خضراء؟
لقد طارت منكم البطولة بهدف قاتل لكنه هدف ولا كل الأهداف، وانهزم الأهلي الجبار في الدور الثاني للدوري هزيمة بجلاجل بعد أن صفعه اتحاد الإسكندرية العظيم، وشاطه الزمالك الغلبان، وصمد أمامه الطيران الهابط، وتلاعب به الولد مصطفى رياض وشخلعه الساحر أبو جريشة أخيرا.
وطار الدوري يا فرحة قلبي من الأهلي إلى الإسماعيلية، وأرجو من الله ولا يكتر على الله أن يطير إلى أبد الآبدين بعيدا عن نوادي القاهرة القوية المفترية التي تكسب بقليل من الفن وكثير من الادعاء حتى يدخل الكرباج في جرابه وينام صلاح جاهين يحلم عريانا بأمجاد وهمية للأهلي وانتصارات شفوية للفانلة الحمراء التي أصبحت بفضل عفاريت الإسماعيلية فانلة جرباء.
كنت قد راهنت وأكدت أن الدوري للإسماعيلي، لكن أنا الآن لست شمتانا في الأهلي، أنا فرحان ومبسوط، وسأغيظ في بتوع الأهلي إلى يوم الممات.
صنع الأهلي كل شيء حتى تلغى المباراة طمعا في أن تقام على استاد القاهرة، لا قى الإسماعيلية لكن الحكم الروسي الجدع كشف اللعبة وأصر على قيام المباراة في المكان نفسه.
كسبنا الدوري بالعرق والدم والدمع، كسبناه بكتيبة الأشبال التي تفرغهم حواري الإسماعيلية وميمي درويش الهمام وقف للأهلي بالمرصاد.
نحن أبطال دون صور في الجرائد، والصحف معذورة لأن أشكال ولادنا وحشة لأنهم من أبناء الشعب الغلبان.
نحن أبطال دون برامج تليفزيون، والتليفزيون معذور، نحن أبطال دون ضجة ولا أزمة ولا طواقي حمراء كالبطيخ الشليان.