رئيس التحرير
عصام كامل

على طريقة الأفلام.. حكاية شاب قتله صديقه لخلافهما على تجارة الكيف

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

في منطقة السلام، تلك المدينة التي تقع في شرق القاهرة المزدحمة بمشاكلها قبل سكانها، يوجد بطل قصتنا، شاب في مقتبل العمر يبلغ من العمر 28 عاما، قد أنهى منذ زمن تعليمه الثانوي الفني، وأبت ظروف معيشته أن يكمل باقي مراحل تعليمه، فاكتفى بذلك وخرج للعمل، فوجد عملا في محل «فول وطعمية»، إلا أن مرتبه الشهري منه لم يرضه، فخرج إلى المقهى يشتكي إلى صديقه ا. م سوء حاله، وعدم مقدرته على مواجهة الحياة بهذا المرتب الضئيل الذي لن يوفر له مسكنا ولن يسمح له بالزواج، فاقترح عليه صديقه العمل معه في بيع المواد المخدرة وتقاسم المكسب بالنصف معا، ووافق المتلهف للمال ناسيا أنه مال حرام ومن تجارة غير مشروعة.


لم يتاجرا فقط في المواد المخدرة، التجارة كانت متشعبة، والسمعة كانت سيئة، مارسا البلطجة والإتاوة على السائقين، بل وصل بهما الحال إلى تثبيت الناس في الشوارع والاستيلاء على متعلقاتهم، وكله في سبيل جمع المال الحرام، الذي أعماهما، فنسيا أنفسهما ومشيا في طريق الشيطان الذي زين لهما سوء عملهما وجعلهما يتماديان فيه.

على أطراف المدينة وبعد منتصف الليل، وبعد هدوء الناس، يجلس الصديقان على إحدى المقاهي والتي يرتادها المتعاطون، يطلبون منهم الأستروكس والبانجو، وكله بثمنه، فقد حددوا سعرا لسيجارة البانجو، 15 جنيها، أما الأستروكس فقد كان أقل سعرا بـ10 جنيهات، كانا يجنيان من تجارتهما غير المشروعة يوميا ما يزيد عن الألفي جنيه يتقاسمها مناصفة بينهما. 

من واقع القضية في المحكمة، ذات ليلة وبعد أن انتهيا الصديقان من بيع ما معهما من مواد مخدرة، وجلسا يقتسما "الغلة" كما يطلقان عليها على ذات المقهى، يدخل الشيطان بينهما، واختلفا على نسبة كل منهما، فكل منهما يريد أن يحصل على النصيب الأكبر من المال، فنشبت بينهما مشادة كلامية وتعالت أصواتهما، ثم تشاجرا بالأيدي، تمكن فيها م.م من السيطرة على الآخر، وفرق بينهما زبائنها قائلين: "إيه يا جماعة الشيطان دخل بينكم". 

ذهب ا. م إلى سبيله، وقد تملكته نار الثأر والانتقام، وعزم على رد ما ناله من ضرب بل وأكثر إلى صديقه، والاستيلاء على ما معه من مال أيضا، وفي نفس الليلة، خطط في رأسه وبمفرده للانتقام، وبيت النية له، وأثناء ذهابه إلى بيته خرج عليه وباغته بطعنة في الصدر، فلاحظ أنه يقاوم ومن الممكن أن يقدر عليه، فبادره بطعنة في الرقبة، وهنا وقف المجني عليه والدماء تسيل من رقبته والسكين مغروسة فيه وهو يصيح، فلا يقوى على الصياح، ولا يسمعه أحد، والجميع يبتعد عنه خوفا منه، فسار يطلب النجدة علها تكون منقذة لحياته، فلا حياة لمن تنادي، الجميع يبتعد وكأنهم يريدون التخلص منه ومن شروره، فسار على رجليه للوصول إلى المستشفى بسكينه، ووصل ودماؤه تسيل منه، ولكنه كان قويا، فقد تحمل كل هذا النزيف، وأبت روحه أن تفيض إلا وأن يدل على قاتله، وأثناء عمل الأطباء له الاسعافات محاولين علاجه وانتزاع السكين، أدلى باسم قاتله وسكنه بالكامل، ولكنه لم يستطع الكلام فاستخدم يده وكتبه في ورقة، ثم لقي مصرعه قبل أن تنتزع السكين من رقبته.

المستشفى بدورها أبلغت الشرطة التي حضرت، وأخبرتها بما قاله المجني عليه قبل وفاته، وتحركت قوة أمنية وضبطت المتهم، الذي اعترف تفصيليا بارتكابه الواقعة، وإحالته إلى النيابة التي أحالته إلى المحكمة التي قضت بسجنه 15 سنة.
الجريدة الرسمية